طالب عدد من الكتاب الرياضيين والإعلاميين بتسليط الضوء على الرياضة المدرسية وانتقدوا غياب الدور الإعلامي تجاه الرياضة المدرسية، مشيرين إلى أن المواهب الطلابية رافد للرياضة السعودية مستقبلا. وأشار رئيس تحرير جريدة الندوة سابقا و الكاتب الرياضي فوزي خياط إلى أن الرياضة المدرسية تشكل منطلقا مهما في البناء الرياضي بشكل عام ورافدا للأندية والمنتخبات بالمواهب الواعدة التي تتولاها الأندية فيما بعد بالصقل والإعداد من خلال ما يتوافر من الإمكانات والقدرات البشرية المؤهلة ووجود المقررات المجهزة التي تخدم إعداد المواهب: «الرياضة المدرسية هي الساحة الواسعة التي تغذي الأندية بالمواهب، التي تخدم المستقبل الرياضي وعدم الاهتمام بها سيخسرنا أهم الروافد التي تثري الساحة الرياضية وتخدمها». وأبان أن الأندية لها دور في خدمة هذه المواهب القادمة من المدارس ودعمها وصقلها حتى تصل إلى مراحل النجومية، مشيرا إلى أن الإعلام له دور في هذا الجانب من خلال النقد الناجح والعادل من أجل تقويم الأخطاء ودعم مميزات هذه المواهب، مشيرا إلى أنه في حال نجاح الإعلام وتوفيق الأندية في استثمار مواهب المدارس فإن الرياضة المدرسية ستكون البوابة الأكبر للرياضة. ويؤكد الكاتب الرياضي ورئيس تحرير مجلة روائع الإسلامية سعد السهيمي أن للإعلام والأندية دورا كبيرا تجاه الرياضة المدرسية: «الإعلام يقع على عاتقه إبراز القدرات الشابة المنتمية للرياضة المدرسية وتشجيعها والعمل على إلقاء الضوء على كل الألعاب الموجودة لاكتشاف رياضيين يستطيعون مواصلة مشوارهم في خدمة وطنهم، وهو الدور الذي يكاد يكون مفقودا ومسؤولية جميع الإعلاميين الرياضيين والتربويين من أجل الاهتمام بقطاع الرياضة المدرسية». ويرى أن الأندية الرياضية خاصة الكبيرة تغفل متابعة النجوم الواعدة في الرياضة المدرسية؛ ما يؤدي إلى تغييبها: «إن وجد اهتمام فإنه من الأندية الصغيرة التي لا يمكنها تحمل عبء رعايتهم والوصول بهم إلى مستوى التنافس الاحترافي للعبتهم». وطالب السهيمي بأن تطلق الأندية الكبيرة كشافيها في المدارس والبطولات المدرسية السنوية للطلاب ولا تهمل هذه الطاقات الواعدة التي يمكن أن يكون بينها مشروع نجم، بل نجوم تخدم الرياضة السعودية في المستقبل». ويشير الكاتب محمد صالح إلى أن الرياضة المدرسية سابقا كانت أحد أهم الروافد الأساسية التي تغذي الأندية الرياضية بالمواهب وتدعمها بالقدرات الشابة التي تملك العديد من فنون الألعاب الرياضية، لكن في الوقت الراهن تبدلت الموازين واختلفت المعادلات وأصبح النشاط الرياضي في المدارس «مهمشا»، ولم يعد له قيمة أو أهمية تذكر لعدة أسباب يطول شرحها؛ ما جعل الحصص الأسبوعية في المدارس مجرد ترفيهية وتمضية للوقت. وأضاف: «أعتقد أن دور الأندية أولا لدعم الرياضة المدرسية ليس له وجود أو أساس، والأندية لم تعد قادرة على الوفاء بالتزاماتها؛ فكيف تخدم الرياضة المدرسية وهي تعاني الأمرين إداريا وماليا؟ أما إذا كانت النظرة مبنية على الجانب الاجتماعي والإنساني فهذا يأخذ الطابع الشكلي فقط على اعتبار أن الأندية تقوم بدورها لخدمة الرياضة المدرسية من منطلق الواجب فقط لا غير، أما دور الإعلام فاعتقد أن الرسالة واضحة المعالم، وهناك دون شك قصور في هذا الجانب خاصة الإعلام المقروء الذي يغطي جزءا من أخبار النشاطات المدرسية على استحياء من باب المجاملات والعلاقات الشخصية».