بعد يومين من ظهور نتائج الانتخابات البريطانية العامة، لا تزال هوية الحزب أو التحالف الذي سيشكل الحكومة المقبلة، غير معروفة، في ظل عدم حصول أي من الأحزاب السياسية الكبيرة على الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة منفردا، فيما يعرف بالبرلمان المعلق للمرة الأولى منذ 36 عاما. وتحدث ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين، الذي فاز حزبه بأكبر عدد من المقاعد، لكنه لم يحقق أغلبية، مع نيك كليج زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار الذي حصل على 57 مقعدا، لتقاسم السلطة. وأجرى كليج، أمس، مشاورات مع نواب حزبه للنظر في العرض المقدم من كاميرون. وأظهرت نتائج الانتخابات التي شملت 650 مقعدا « مجموع مقاعد مجلس العموم » وتنافس فيها أكثر من 4100 مرشح، أن حزب المحافطين حصل على 306 مقاعد «36.2 % » وحزب العمال على 258 مقعدا «29 % » في حين حصل حزب الديمقراطيين الأحرار على 57 مقعدا « 23 %». ويحتاج حزب المحافظين إلى 326 مقعدا لتشكيل حكومة أغلبية. وخسر حزب العمال 91 مقعدا مقارنة مع الانتخابات السابقة التي جرت عام 2005، وفقد الأحرار خمسة مقاعد. وحصلت الأحزاب الباقية على 29 مقعدا. وشهدت الانتخابات أيضا فوز حزب الخضر بأول مقعد له في مجلس العموم عن مدينة برايتون الساحلية، فيما خسر زعيم الحزب القومي اليميني نيك جريفين لصالح مرشحة حزب العمال في دائرته الانتخابية. وكان ملايين الناخبين البريطانيين أدلوا بأصواتهم الخميس، فيما يعتقد أنها أكثر الانتخابات تنافسا منذ عام 1992. وصوت المقترعون لاختيار نواب البرلمان إضافة إلى ممثلي المجالس البلدية في 164 سلطة محلية في بريطانيا. وهناك شكوك في إمكانية موافقة الديمقراطيين الليبراليين على عرض تشكيل ائتلاف رسمي مع المحافظين. لكن يمكن أن يوافقوا على تشكيل حكومة محافظين من دون أن يشاركوا فيها. ومن شأن خيار مثل هذا تجنيب الحزب تحمل تبعات أي قرارات تتخذها حكومة المحافظين.