الساعة تقترب من التاسعة ولم يحضر بعد أي من موظفي الوزارة! كنت قد أخبرت زملاء العمل في الأمس أن لدي «طلب إضافة» يجب إنجازه! وكان ردهم المعتاد «الله يعينك». صديقي يرغب في السفر إلى الخارج وكان لزاما علي أن ألجأ إلى السيد «ماسنجر»، لكيلا أدفع «ما ورائي ودوني» ثمن فاتورة جوال!. العشرات بدؤوا بالتوافد منذ ساعات الصباح الأولى، وحينما فتح الموظفون شبابيكهم كانت أعينهم لا تزال شبه مغلقة!. انتظمت في الصف أمام شباك «طلبات الإضافة»، ولم يكن يفصلني عن الموظف سوى مواطن بائس أراد أن يضيف خالته، ليجيبه الموظف بضرورة إحضار «ولي الأمر!». وبإشارة سحرية من يده ذات دلالة واضحة إلى أنه «توكل على الله وراي شغل» وحركة من يده الأخرى تقول «اللي بعده!». اقتربت منه.. لا أعلم سر الخوف الذي كان يعتريني، تزاحمت الكلمات في داخلي ليتدخل الموظف ب «تكشيرة» لأصرخ مفزوعا «أقسم بالله بس طلب إضافة»، ليطلب مني إملاء بريد الصديق، وبدأت بتهجئة الحروف Z R A F H، ليقاطعني بالعربي لو سمحت!. لأعيد الكرة هذه المرة قائلا «ز ر ا ف ه»، وما إن أكملت البريد ب «آت ياهو» حتى صرخ قائلا «اللي بعده»!. اقتربت من الشباك وأنا أرتجف، و يداي خلف ظهري فما من ضمانات كافية تدل على أن الكائن الذي أمامي «لا يعض»، فأنا على أي حال لا أرغب بالعودة إلى المنزل بيد واحدة!. «وش صار على الإضافة» سألته بتلعثم، ليجيبني: «راجع مؤسسة الياهو جب موافقة، وجب برنت من الأحوال!، وسجل من هيئة الاتصالات يفيد بعدم امتلاكك بريدا على الياهو!». حوقلت بصوت منخفض، خوفا من الكائن المتوحش القابع خلف الزجاج وتوجهت إلى الخارج. قررت أن «انسدح» قليلا قاطعني صوت الجوال برسالة، فتحت عيناي مذعورا فإذا بها «اس ام اس» من صديقي يقول فيها «ما أضفتني للحين؟» لأبدأ بالصراخ «الأوراق كاملة طال عمرك.. كلها كاملة طال عمرك»، وأكتشف في النهاية أنني ضحية حلم بيروقراطي!.