قبل 180 دقيقة فقط على نهاية الدوري الإسباني لموسم 2009 - 2010، لا تزال معالم البطل والقائد الذي سيرفع كأس «الليجا» عاليا، غير واضحة، نظرا إلى الصراع المحتدم بين برشلونة المتصدر برصيد 93 نقطة ووصيفه ريال مدريد الذي يبتعد عنه بفارق نقطة واحدة، وإذا واصل الفريقان اليوم مسلسل انتصاراتهما في الجولة 37 من البطولة، فإن الحسم حينها سيتأجل حتى الجولة الأخيرة التي تقام الأسبوع المقبل. وسيعلن من خلالها ما إذا كان برشلونة سيحصل على اللقب للمرة ال 20 في تاريخه، أو أن الريال سيظفر بالبطولة رقم 32 في تاريخه. يتطلع فريق برشلونة الأول لكرة القدم إلى الاحتفاظ بلقبه للعام الثاني على التوالي، عندما يحل ضيفا على إشبيلية اليوم عند ال10:00 مساء بتوقيت السعودية في ملعبه «رامون بيزخوان»، ولن تكون مهمة النادي «الكتالوني» بقيادة مدربه جوسيب جوارديولا سهلة أمام فريق يدخل المباراة ولديه طموح في ضمان المركز الرابع المؤهل لبطولة دوري أبطال أوروبا. ومتى ما تخطى برشلونة عقبة إشبيلية فإنه سيضمن إلى حد بعيد اللقب بغض النظر عن نتائج الريال، لكونه سيستضيف في المباراة الأخيرة بلد الوليد المتواضع. وفي الوقت نفسه لم يتوقع الفريق أن يحتاج قبل بداية الموسم إلى كسر الرقم القياسي في عدد النقاط المسجلة في موسم واحد لكي يفوز بالبطولة. ووصل برشلونة الآن إلى النقطة 93 كاسرا بذلك الرقم القياسي الذي كان مسجلا باسم ريال مدريد «92 نقطة» ومع هذا قد يضطر إلى إضافة ست نقاط أخرى في رصيده في حال حقق الريال الفوز في مباراته اليوم أمام أتلتيك بيلباو. ويعد برشلونة من أفضل الفرق في الاحتفاظ بالكرة وتناقلها، ويعود السبب الأبرز في ذلك لقوة لاعبي الوسط بقيادة تشابي هيرناندز صانع الألعاب، بالإضافة إلى المهارة العالية لدى ليونيل ميسي، وبيدرو روديريجز، وزلاتان إبراهيموفيتش. ويسابق الجهاز الطبي في برشلونة الزمن لتجهيز المدافع جيرارد بيكيه للمباراة بعد خروجه مصابا في اللقاء الأخير أمام تينيريفي، بينما لن يكون إندريس أنييستا جاهزا لخوض اللقاء، وبخلاف اللاعبين فإن بقية عناصر الفريق ستكون جاهزة لخوض اللقاء، بما في ذلك تشابي هيرناندز الذي سيلعب المباراة على الرغم من تعرضه لإصابة في القدم. ولم يضع تشافي الدولي الإسباني المنافسة الصعبة على اللقب في الحسبان، وأبدى تخوفه من مواجهة إشبيلية الطامع في احتلال المركز الرابع: «إشبيلية فريق قوي، خصوصا إذا لعب على أرضه، المباراة ستكون عصيبة لأننا لم نفكر في حاجتنا إلى هذا الكم الهائل من النقاط، ولم نتوقع أيضا أن نصل إلى هذه الجولة ونحن لم نحسم اللقب.. تلك الأمور تثبت مدى قوتنا وقدرتنا على المنافسة وحصد الألقاب أيا كان منافسنا عليها». ريال مدريد × أتلتيك بلباو وفي توقيت مباراة برشلونة نفسه، يخوض ريال مدريد مباراته أمام أتلتيك بلباو وهو مدعوم بجماهيره التي ستحضر بكثافة لمساندته، خصوصا بعد عروضه القوية وفوزه في آخر خمسة لقاءات، كان آخرها على حساب ريال مايوركا بأربعة أهداف لهدف. واحتاج الريال في مرات عدة إلى مجهودت لاعبيه الفردية لإيجاد الحلول، نظرا إلى فشل المدرب مانويل بيللجريني في رسم الاستراتيجية التي تناسب إمكانيات لاعبيه، حيث بدا واضحا على أداء الريال العشوائية وعدم وجود نهج محدد يعتمد عليه، وغالبا ما يتم اللجوء لطريقة الاختراق من العمق في محاولة لتجاوز دفاع الخصم. ويعتمد الريال بصورة كبيرة على مجهودات كريستيانو رونالدو الذي لعب دور المنقذ في غالبية مباريات الفريق خلال الموسم الكروي الجاري، رفقة جونزاليس هيجواين هداف الفريق، في الوقت الذي لم يفشل فيه ريكاردو كاكا المنتقل من صفوف ميلان صيف العام الماضي في التأقلم مع أجواء الكرة الإسبانية ولم يقدم المستوى المأمول منه. وبدا أن رونالدو يعي تماما المجهودات التي يقدمها، وأنه السبب الرئيسي في مواصلة الريال لمطاردة برشلونة: «أتمنى أن أصبح البطل، أعرف أن برشلونة لا يزال متصدرا ولكني لم أفقد الأمل في رفع كأس الدوري الإسباني.. علينا أن نتمنى أن يخسر برشلونة بعض النقاط». ويعاب على الريال ضعف خط دفاعه الذي استقبل 33 هدفا، وكان واضحا افتقاده للبرتغالي بيبي الذي تعرض لقطع في الرباط الصليبي غاب بسببه طيلة الأشهر الخمسة الماضية، وما زاد الأمور صعوبة بالنسبة إلى النادي «الملكي» عدم وجود البديل المناسب، واضطر إلى الاعتماد على إيزكيل جاراي الصاعد من أكاديمية الفريق .