أكدت المخرجة السعودية المقيمة في أمريكا عهد كامل أن فوزها بالمركز الثاني في مهرجان الخليج للأفلام، عن فيلم «القندرجي» كان مفاجأة سعيدة بالنسبة إليها، وأنها لم تحضر إلى المهرجان بسبب ظروفها العملية في مدينة نيويورك، وكانت لحظة تتويج فيلمها في دبي، تغط في نوم عميق، وعندما استيقظت وجدت رسالة تهنئة من أحد أصدقائها. موضحة أن «القندرجي» الذي حمل اسم فيلمها ما هو إلا رجل عراقي احتجزته قوات الاحتلال لمدة عامين ظلما ومن دون تهمة، ورصدت من خلاله أحداث أول يوم عاشه في قريته التي ارتدت ثياب الفرح، ورقصت معه بعد أن كانت قدماه لا تعرفان سوى الأغلال، وخلف فرحة العودة تختبئ ظلال كئيبة تلاحقه إلى منزله. وبصوت لا يزال يتوقد نشوة بالفوز في المهرجان الخليجي أعادت الذاكرة إلى أيام جلوسها على كرسي فصل دراسي في إحدى مدارس نيويورك، وعندها بدأ حلم الإخراج والسينما يداعب مخيلة الشابة التي اتخذت قرارا بتجربة إخراج فيلم حمل عنوان «أطروحة طالب»: «كان الفيلم مليئا بالأخطاء، لأنه بداية تجربتي، فعملت فيلم الملكات الثلاث، وهو تجربة جميلة استمتعت بها وأعطتني خبرة». هذه التجارب المبكرة قُدر لها أن تكون في بلد يتسيد دول العالم في الصناعة السينمائية، فثابرت الشابة حتى حصلت على شهادة من مدرسة «بارسونز» للتصميم في الرسوم المتحركة، ومن ثم التحقت بأكاديمية نيويورك للإخراج السينمائي، والعمل في استوديو «أسبير» وهذه المدارس الثلاث في المدينة الشهيرة بناطحات السحاب. ولأن خطوات الكفاح دائما ما تمر بمراحل مهمة، فإن عمل الشابة عهد كامل كمساعدة لمخرج الفيلم الشهير «المملكة» «The kingdom» وهو الفيلم الهوليودي الذي سلط الضوء على حرب السعودية على الإرهاب، حيث يعد المَعلم الأبرز في مسيرتها: «عملي في الفيلم تجربة لا تقدر بثمن، تعرفت عن قرب من داخل الكواليس على كثير من الأسرار المهمة في العمل الإخراجي في خطوة كبيرة بهذا الحجم، حصلت على فرصة العمل مع المخرج بيتر بيرج مباشرة، وكان ذلك شيئا مذهلا لأتعلم منه، وأساعده في عمله». منوهة بأن العمل الإبداعي لا يفرق بين صبي وفتاة، متى ما كان هذا المنجز هو التعبير الحقيقي عن العاطفة والحب لديهم: «أطلب من الشابات في بلدي المضي قدما، والمواصلة في البحث عن الإنجازات، فلا يوجد هناك ما يمنع أن يصبحن مخرجات، واعملن على تنمية مهاراتكن، وثقن بأن النجاح يتطلب المثابرة والانضباط، وأنا أشجعكن على ذلك». وبعيدا عن السينما تمنت عهد كامل أن تخوض تجربة الإخراج مع الأسماء الكبيرة في الدراما المحلية، وأن تلف بكاميراتها شوارع وأحياء العاصمة في تجربة إخراجية تليفزيونية بعد عودتها من الخارج، تحقق من خلالها حضورا لوطنها من خلال المحافل الفنية.