سردت عليكم امس تفاصيل «جلسة التصوير/التعذيب»، التي أخضعني لها المصور ومستشاره المجنونان. أخبرتكم أن النتيجة كانت صورة «ممكيجة»عجيبة غريبة، قررت أن ألقي بها في أقرب قمامة. حين تكون لديك صورة تكرهها ولا ترغب ان يشاهدها أحد، فما هي اسوأ مخاوفك؟ يقال إن المصائب تأتي دفعة واحدة. وضعت الصور بين جرائدي وذهبت الى منزلي. في اليوم التالي عدت الى مقر الصحيفة. هو يقع على شارع التحلية. على مقربة من المدخل، غالبا ما يجلس شلة من المراهقين. على غير المعتاد، لمحت في عيونهم لمعة غريبة. كانوا ينظرون اليّ ويتبادلون ابتسامات مطاطية. شاهدت احدهم يلكز زميله فيما يشير اليّ، وحين تجاوزتهم انطلقت ضحكات ضج لها الشارع. صرخ احدهم: «الله.. مره طالع حلو»، صاح الاخر: «معقول هذا انت؟». مؤكد انني احلم. لا بد أن الصور سقطت مني حين غادرت المبنى امس. التفت. كانوا يلوحون بالصور، ولأن المصور اراد ان يجاملني أحضر الصور بمقاس40×60 بدلا من المقاس العادي 4×6، فصارت المصيبة أكبر. لقد سقطت الصور، وأين؟ في شارع التحلية. ولا بد أنها كانت في تلك الليلة حديث مدينة الرياض بأكملها. ليس لدي أدنى شك ان صورتي العجيبة كانت موضوع تسلية لذيذا لهذه الشلة. ربما ارادوا ان يصنعوا خيرا فنقلوها الى شلة ثانية وثالثة حتى يعم الضحك ارجاء البلاد. من يدري. ربما وصلت ايضا الى دول مجاورة.