يعيش الكثيرون هذه الأيام على أمل إطلاق نظام الرهن العقاري، الذي طال انتظاره، ولم يعرف أحد بالضبط موعد صدوره، وبالطبع الأزمة السكنية الخانقة التي يعيشها غالبية المواطنين والمقيمين لها دور كبير في ذاك الانتظار، وربما يتساءل البعض عن ماهية نظام الرهن العقاري، وما فائدته للمواطن والمقيم إقامة دائمة في البلاد؟ ونجيبهم أن ذلك النظام يسمح للفرد بشراء عقار أو أرض عن طريق قرض مشروط، ويكون العقار مرهونا لجهة القرض إلى وقت استيفائه، وبعد ذلك تنتقل ملكيته إلى المقترض، بالطبع هناك بنوك في الفترة الحالية تقدم هذه الخدمة، ولكن الكل ينتظر التنظيم الحكومي الذي ينظم تلك العملية، ويعطي لكل ذي حق حقه، ويحدد نسبة الربح السنوية أو الفائدة التي تترتب على ذلك القرض، دون إرهاق مادي على المقترض أو مغالاة في نسبة المرابحة، ما يجعل المقترض يدفع أضعاف المبلغ الأصلي دون وجه حق. حق تملك المنازل مشروع لكل مقتدر على ذلك، خاصة أن الكل يحلم بتملك منزل مناسب، يكفيه شر مزاجية ملاك المباني وتلاعبهم بأسعار الوحدات المستأجرة دون حسيب أو رقيب، وفي الوقت نفسه ينظر أولئك الحالمون إلى فكرة تملك المنزل باعتبارها ضمانا يكفيهم هم وأبناءهم تقلب الأيام وظروفها الصعبة، ومن شأن نظام الرهن العقاري أن يزيد في العرض والطلب في السوق العقاري، ما يؤدي إلى انتعاش كبير في الحراك الاقتصادي العقاري. ولكننا نتمنى أيضا أن يتضمن ذلك النظام مواد وقوانين تحمي جميع الأطراف، وتطبق العدالة بلا ضرر ولا ضرار، وأن تكون هناك جهات قانونية وعدلية تنهي النزاعات الناشئة عن تطبيق ذلك النظام إن حدثت بكل سرعة وبدون مماطلة تضيع حق أحد أو تدخله في متاهات بلا فائدة، وأخيرا نتمنى أن يصدر ذلك النظام قريبا، ليصبح حلم امتلاك مسكن واقعا يعيشه الجميع بلا منغصات أو عوائق.