أتاحت أمطار الرياض الأسبوع الماضي فرصة رد الجميل الذي طوقه شباب الرياض في أعناق أبناء جدة، بتشكيل فرق متطوعين على الفيس بوك إبان كارثة السيول العام الماضي. وساهمت الأمطار في توفير مدونين متطوعين غزوا الشبكة العنكبوتية، ليثبتوا تفاعلا عمليا بالنزول إلى الشوارع للتعاون في خدمة المجتمع، فيما وثق مدونون آخرون غزارة المياه في الشوارع. فؤاد الفرحان من مدونة أمطار الرياض فتح توثيقا للحدث في الإعلام الإلكتروني: «المدونة انطلقت فور الأمطار، لأننا في مرحلة إلكترونية تسمح لنا بتجاوز كل الوسائل الإعلامية الأخرى، إذ قررت أنا ومجموعة من الشباب أغلبنا من جدة والشرقية، فيما اثنان منا في الرياض، توثيق الحدث، لنتواصل على تويتر، وبدأنا رصد كل ما يكتب عن الموضوع من تدوينات وينشر من صور وفديوهات، وبالفعل نجحنا في العمل رد جميل لمدوني الرياض الذين ساعدونا كثيرا في توثيق سيول جدة، فيما كنا منشغلين بالعمل الميداني، وبالأمس انشغلوا هم بالعمل الميداني وانشغلنا نحن بالجانب التوثيقي». وفيما كان الجمهور والمتابعون للشوارع المغذي الرئيسي للصور والفيديوهات التي تحمل على المدونة، لم يهتم أحد بمصداقية ما يتم تصويره: «ما يرد ونوثقه في المدونة مصدره الناس مباشرة، ولسنا في حاجة لمساءلة أحد بحثا عن مصداقية، لأن اهتمامنا بالجانب التوثيقي بعيد عن القصص الإنسانية التي يمكن أن تحمل الكثير من الاختلاق، خاصة قصص المتضررين في المنازل الطينية، لأن العملية تحتاج إلى وقت وجهد إضافي بعد مرحلة الإنقاذ، سيتولاها شباب الرياض بأنفسهم، أما قائمة المشرفين على المدونة حاليا فتضم خالد المساعد، ومهند الغامدي، وفهد الحازمي، وجهاد العمار». اتصلنا بالدفاع المدني ولا مجيب لكن عبدالله العوبل من مجموعة جسد واحد يسرد تفاصيل دقيقة عن تجربته والمجموعة التطوعية في شوارع الرياض: «أغلب مجموعتنا متطوعون شباب، تتراوح أعمارهم من 1823 عاما، في اليوم الأول اتصلنا بالدفاع المدني للبدء في عملية التطوع، لكن لا مجيب، فاتجهنا فورا إلى بعض المواقع المتضررة من تراكم الأمطار، وعندما وصلنا وجدنا أحد أفراد الدفاع المدني وآخر من المرور، حيث أشرفا على توزيعنا على جهات مختلفة». إلا أن جهل المتطوعين بالاسعافات الأولية جعل الأمور أكثر تعقيدا: «أغلبنا ليس لديه دورات ولا أي خبرات، سوى بعض المنتظمين سابقا في فرق الكشافة، لديهم خبرة التعامل مع الأزمات، فركزنا العمل على سحب السيارات الغارقة خاصة التي تضم العائلات، ووفقنا في إنقاذ مسن غرقت سيارته بشكل كامل، وكاد أن يلفظ أنفاسه غرقا، فيما الأماكن الأكثر تضررا شملت الحارة الشعبية في حي المرسلات، حيث اضطر السكان لترك منازلهم، والإقامة في الشقق المفروشة». الاستعانة بالمتطوعات في وقت لاحق ويصف محمد المطيري من إدارة جسد واحد المجموعة التطوعية التي تجاوزت 330 شخصا بأنها شملت ذكورا وإناثا: «فضلنا في الوقت الحالي الاكتفاء بنزول الشبان للشوارع، وفي الإمكان الاستعانة بالفتيات المتطوعات في وقت لاحق، وقسمنا أنفسنا في ستة نشاطات تضم التوثيق والنشر، الإنقاذ، تنظيم المرور، النظافة، التموين وأخيرا المجموعة الطبية، وبفضل الله لم نحتج لتفعيل كل تلك المجالات لأن المسألة لم تكن معقدة أو كارثية، ولم تتعد الأضرار كل الأحياء، لكننا كنا على أهبة الاستعداد». ويعتقد أن أكثر المجموعات التي عملت هي التوثيق والنشر إضافة إلى الإنقاذ: «التي ركزت كثيرا على عملية سحب السيارات، بالتعاون مع فرقة تنظيم المرور، وهناك مجموعة النظافة يفترض أن تبدأ العمل خلال الأيام المقبلة، خاصة في المناطق الأكثر تضررا مثل: حي العود الذي يضم بيوتا طينية تعرضت أسقفها لانهيارات، وفي خطتنا التعاون مع جهات أخرى لإعادة ترميم تلك المنازل المتضررة». ويعيب المطيري على بعض الجهات، لم يسمها، عدم التعاون مع المدونين المتطوعين: «حاولنا التواصل يوم الاثنين الماضي مع الدفاع المدني وجهات أخرى لكن لم يحصل الأمر، والسبب انشغال الجميع في تلك الظروف