بالأمس تحدثت عن « الصورة » ، وهوس الكُتاب بها. حكيت لكم أيضا كيف أن الصور في الصحف، لا تشبه -غالبا- أصحابها على أرض الواقع. في المرحلة التي سبقت ظهور « شمس » بحلتها الجديدة، اختار زميلنا المخرج المبدع عبدالله الفقش وضعية الصور المطلوبة في أعمدة الصحيفة. استعنا بمصور محترف لالتقاط الصور. في الموعد المحدد حضر صاحبنا وجلب معه مستشارا قدمه على أنه خبير دولي. كنت أشاهد الكُتاب وهم يرضخون لمطالبهما، فأضحك كثيرا من تعابير وجوههم، وحين جاء دوري، لم تعد المسألة مضحكة أبدا. هذا المصور مهووس بالفطرة، وجاء بهذا المستشار المجنون ليكمل الناقص. أحضرا طاولة مرتفعة: « ضع رجلك فوقها. انحنِ قليلا. التفت يسارا بمقدار 97 درجة » . كاد يطق عمودي الفقري. لكن هل يرضى المصور؟ كلا. إنه يتقدم نحوي وبحركة مفاجئة يحرك فكي إلى اليمين حتى ظننت أن عنقي سيُدق. المصور المهووس، مرة ينام على جنبه، وأخرى يستلقي على ظهره، وثالثة ينبطح، وهو يصرخ بأعلى صوته: الله.. الله. لكن المستشار ينظر إلى الصورة في شاشة الكاميرا ويبدي تذمره، ليكمل هو حفلة التعذيب. بعد يومين، حضر المصور جالبا معه الصور. أعطاني صورة لشخص، قال إنه أنا. لم أصدق. فاضطر إلى جلب شاهدين عدلين أقسما على المصحف. أخذت الصور لألقي بها في أقرب حاوية نفايات. لكن فجأة حدث ما كنت أعتقده أسوأ مخاوفي.. غدا أكمل القصة.