هل سمعت أحدهم يشتم آخر فضائيا بقوله: يا برجماتي يا ميكافيللي؟ الأخ ميكافيللي هذا مفكر وسياسي إيطالي، وهو صاحب عبارة: الغاية تبرر الوسيلة، الشهيرة، وقال أيضا قبل خمسة قرون: «لا يجدي أن يكون المرء شريفا دائما»، هذه العبارة الأخيرة أنا مغرم بها «علنا»، ولا أتخيل نفسي شريفا على الدوام، هذه هي طبيعة الحياة، لماذا نفترض أن جميع الأشخاص شرفاء؟ في داخلنا نسب متفاوتة من التواطؤ والتحيز والتغريب والتشريق والمصلحة والانحطاط، والعالم لم يكن مثاليا، ولا نريد له أن يكون حتى لا يصيبنا الملل! مشاري الغامدي، شاب عشريني ومهتم بالنهضة إلى مرحلة جعلته يؤسس مع مجموعة من المهتمين ملتقى للنهضة أقيمت إحدى جلساته في منتصف شهر إبريل الماضي في دولة البحرين.وهناك أضاء مشاري عدة مرات وتلاشى سقف الحرية تماما مع مداخلات الفتيات والشبان من السعودية والدول العربية. وكانوا جميعا يباغتون المشرف العام على الملتقى الدكتور سلمان العودة بأسئلة ملتهبة تفجر السكون. وكانت لقاءات الأيام الثلاثة، بحضور الدكتور الحر محمد الأحمري، والدكتور النهضوي جاسم السلطان، كافية لولادة أفكار جديدة من داخل دائرة الفكر الإسلامي، ولأنهم ربما لا يؤمنون بالعبارة السابقة لم تتطفل وسيلة إعلامية واحدة على الحديث عنهم. ثلاثي أضواء المشهد السعودي «الأحمد – العريفي – النجيمي» يتفقون «سرا» على عبارة ميكافيللي. فالأول كان غرضه قهر أعدائه العلمانيين والليبراليين وحججهم المتكررة باختلاط المعتمرين في الحرم المكي، ولكنه «علنا» بدل الأمر إلى مشروع هندسي عظيم، بينما أراد العريفي لبرنامجه فرقعة إعلامية حين قال: «سنصور في القدس»، ثم اختفى أسبوعا كاملا وخرج بطريقته المعروفة، لكن النجيمي الذي يحتمي بحمولته وجماهريته الطاغية، مارس الاختلاط، وسماه بالاختلاط العارض. هؤلاء بسرية «ميكافيلليتهم» يصنعون الوهم بسذاجة ويجرون المجتمع والإعلام إلى معارك غير مفيدة.