أشهر من دُفن في هذه المقبرة تاجر يونان ي اسمه يني خريستو دولو، أسس بقالة متسعة ، كان يطلق عليها قديما «بنك الخواجة». كان هذا الرجل محبوبا لدى الجميع، وبعد وفاة هذا الرجل ن ُظمت مراسم لجنازته من منزله إلى المقبرة، إذ أخرجت جنازته من منزله، يرافقها العديد من سيارات القناصل الموجودين في جدة وكبار الشخصيات. وسارت الجنازة من الشارع الرئيسي حتى وصلت سور جدة الجنوبي، وحت ى تم إيصاله ودفنه في المقبرة التي كانت تعتبر في الماضي خارج مدينة جدة من الجه ة الجنوبية، وأما الآن فقد أصبحت وسط البلد بعد التوسع العمراني الذي شهدته المدينة. ويذكر عبدالوهاب أبوزناد ة في كتابه «سيرة جداوية»، أنه جمعت ه والخواجة يني علاقة شخصية عندما عمل في الغرفة التجارية، يوم كانت في شارع قابل. وقد وصف أبو زنادة في هذا الكتاب كيف باع الخواجة يني بقالته الشهيرة رغم استراتيجية موقعها وحظيه بالاحترام والتقدير من الجميع، لكن الخواجة يني أصر على إتمام البيع، وكان ذلك في عام 1386ه: «بعدها سافر وانقطعت أخباره وبعد عامين عاد كسير الخاطر هزيل البنية، مترهل الكرش ويدخن بشراهة، وقال إن عودته لوطن ه لم تنسه العيش هنا في جدة، وإن حنين ه لها ولأهلها هو الذي عاد به إليها، وإن ه ينوي العودة مجددا إلى البيع والشراء، لكنه يفتقد المال بعد أن بدد تحويشة عمره في بلاد ه وأتى مفلسا، ولمساعدته أوجدوا له عملا في بقالة كبيرة «سوبرماركت»، كانت قد افتتحت على تقاطع طريق المدينة مع شارع فلسطين، لكنه رفض العمل فيها أجيرا، ورحل دون أن يودع أحدا من أصدقائه». لكن أبوزناد ة لا يذكر في كتابه أن الخواجة دُفن في جدة.