كشف خمسة مراسلين أجانب مقيمين في لندن عن أهم الجوانب التي ركزوا عليها خلال تغطيتهم للحملة الانتخابية البريطانية لقرائهم بالخارج، والسبب الذي أدى لأن تكون السياسة البريطانية محيرة حتى للغرباء. ضمن السلسلة المميزة التي ظلت تنشرها صحيفة الأوبزيرفر حول الانتخابات العامة التي تنطلق اليوم، حيث يحصل أكثر من 45 مليون شخص تتجاوز أعمارهم ال18 على فرصة للتصويت لاختيار العضو الذي يمثلهم بالبرلمان في 650 دائرة انتخابية. تحدث أولا إدواردو سواريز، 30 عاما، مراسل صحيفة الموندو الإسبانية، وأبدى حزنه الشديد لعدم وجود توني بلير رئيس الوزراء السابق في الساحة: «افتقده كل المراسلين الأجانب، لأنه كان مادة دسمة لهم من واقع الجشع والكذب اللذين يتميز بهما مع إجادة التمثيل؛ ما يجعله سياسيا حقيقيا، ويظل أفضل من خليفته جوردون براون العنيد والممل، لا أحد يهتم به، وهو شخصية سيئة للغاية للمراسلين الأجانب، أنت لا تستطيع أن تفعل أي شيء معه». ويرى أن النظام السياسي البريطاني «أنظف» من إسبانيا، نظرا إلى أن النواب يتواصلون مع ناخبيهم. وترى الفرنسية بينديكتي بافيو مراسلة قناة «فرانس 24» في بريطانيا أن المحافظين هم أفضل من يقدمون طعام الإفطار خلال الحملات الانتخابية: «ولكن جهودهم في إغواء وسائل الإعلام الأجنبية لم تقدم لهم الكثير؛ لأنهم كانوا غير مهتمين بالحديث لنا حتى الآن. وكانت لنا لقاءات قليلة مع حزب العمال في الوقت الذي يصر فيه زعيم الأحرار نيك كليج على عدم قبول أي أسئلة من وسائل الإعلام الأجنبية». وكشف الروسي زوراب نالبانديان، 65 عاما، المراسل لبعض الصحف اليومية الكبيرة في موسكو أن القراء لا يعرفون الكثير عن الانتخابات والسياسة البريطانية، ومعظم الروس لا يعرفون أن هناك حزبا للعمال: «عليك أن تتذكر أنه لم يذكر لهم أحد شيئا عن الديموقراطية وكيف تعمل لأكثر من 70 عاما، والروس يعرفون فقط تشرشل ومارجريت تاتشر وتوني بلير، لأن ستالين كتب لتشرشل، وتاتشر كانت لها علاقات قوية مع جورباتشوف، وبلير مع بوتين». وأبدت المراسلة الألمانية سوزان جيلهارد تذمرها من صعوبة الحصول على الأخبار منذ بدأت عملها في لندن قبل 18 شهرا: «أكد لي الزملاء أنه منذ ثلاثة أسابيع وليس هناك أخبار جديدة، لم أصدق في البداية؛ ولكنهم كانوا على حق، حيث تركزت معظم الأخبار على سحابة الرماد البركاني القادم من آيسلندا». وأبدت تخوفها من وصول حزب المحافظين للحكم. ويشكو أنتوني فايولا مدير مكتب «واشنطن بوست» الأمريكية في لندن من كثرة المؤتمرات الصحفية ومسارات الحملة والعيش على الدايت كوك والمأكولات الخالية من الدهون: «في هذا السباق، رأيت كثيرا من أوجه الشبه في الانتخابات هنا وهناك، خاصة من ناحية تعامل السياسيين مع القاعدة الشعبية، وتبني كل من كاميرون وكليج رسالة التغيير، الذي هو أساسا لعبة أوباما»