لا يوجد للطائرة الرئاسية الأمريكية مثيل في معظم دول العالم الأخرى، من حيث تقنياتها المتطورة وقدراتها الأمنية العالية، فهي مجهزة بقاذفات للشرار لتضليل المنظومات التي توجه صواريخ أرض - جو إلى مصادر الحرارة، عادة المحركات، كما أنها مجهزة بطائفة واسعة من تدابير الحماية لإحباط الهجمات بصواريخ أرض جو لم يكشف عن بعضها إطلاقا، وهي أفضل ما لدى أمريكا من الطائرات المحصنة القادرة على التعامل مع التهديدات الأرضية. والغرض من التزود بهذه التجهيزات القياسية للطائرة، توفير ملاذ ووسيلة نقل آمنة للرئيس تمكنه من النجاة عند حدوث هجوم نووي من قبل أي دولة معادية لأمريكا، وحدث ذلك في 11 سبتمبر عام 2001، حين الهجوم على برجي التجارة العالميين في مدينة نيويورك، فبمجرد وصول النبأ للرئيس الأمريكي وهو في زيارة إلى ولاية فلوريدا استقل الطائرة وتابع الأحداث من على متنها. ولكن رغم التجهيزات الخاصة بالطائرة، كان هناك قصور في قدرات الاتصال المباشر مع القيادة العسكرية ما استدعى تحديثها وتزويدها بنظام اتصالات عالي التقدم، وقادر على تشفير الاتصالات مع مختلف جهات القيادة الأمريكية، من مختلف الأماكن التي قد تتواجد بها الطائرة. وترافق الطائرة عادة طائرات «إف 16» لحمايتها، وهي الطائرة الوحيدة في العالم التي تبقى معها طائرات الحماية حتى عند دخولها المجال الجوي لدولة ثانية، أما طائرات الرؤساء الآخرين فتبقى معها حتى دخولها المجال الجوي لدولة ثانية ثم تعود وتتولى طائرات هذه الدولة حمايتها حتى هبوطها. وطار النموذج الأول ل«الأير فورس ون» والذي يسمى ب«VC-25» في 16 مايو 1987 ودخل الخدمة في العام نفسه، وتم توفير مساحة كبيرة داخلها تقدر بأربعة آلاف قدم مربع ليتم استغلالها للخدمات المتعددة فيها، وتقدر طاقة استيعابها للركاب ب 76 راكبا، إضافة إلى 26 من أفراد الطاقم. ويمكن لمطبخي الطائرة إطعام 100 راكب، وبها مركز طبي محمول وغرف لطاقم الصحافة المرافق والحرس الخاص المرافق للرئيس، إضافة إلى كبسولة خاصة لقذف الرئيس عند حدوث خلل بالطائرة أو إعطاب يتطلب معه إخلاء الرئيس. وسوف تستمر الطائرة الحالية في الخدمة إلى نهاية العام الجاري، حيث يتوقع الانتهاء من إنتاج جيل جديد من هذا النوع من الطائرات؛ حيث بدأت الأوساط العسكرية بعد 11 سبتمبر في إعداد دراسة تدور حول مدى مناعة طائرات الرئاسة الأمريكية في مواجهة الأخطار، منها دراسة مستقبلية افتراضية لطائرة «الأير فورس ون» تبني على نموذج لطائرة «بوينغ» الواعدة وهي «B7E7» التي بإمكانها أن تختفي عن الرادار بواسطة صبغة ماصة، تماما مثلما يحدث في الطائرات الخفية المقاتلة «الشبح»، والأهم التخفي البصري بحيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وهي تقنية يتم صنعها وتجربتها على مقاتلات المستقبل