ليس مرة ولا اثنتين لم تكتف ام خالد، وهي امرأة ثلاثينية غير موظفة، بتجربة زواج المسيار الاولى الفاشلة، على حد وصفها، لتصدر قرارها بإدارة ظهرها لهذا النوع من الزيجات، إذ عزت أسباب فشله الى زوجها الذي كان: «يعيش رعب البيت الاخر»، «لاحظت أنه بات غير مستقر نفسيا، انطفأت العواطف، وشيئا فشيئا تحولت حياتنا الى جحيم لا يطاق، فقررت اخيرا انه لا يمكنني إكمال حياتي مع جبان أضعت معه سنة من حياتي». لكن ام خالد، التي تعيش الان مع زوج جديد بطريقة المسيار ايضا، تصف تجربتها الحالية بأنها، على خلاف السابقة: «ناجحة جدا، وآتت ثمارها». وهي لا ترى ضيرا في زواج المسيار، رغم نظرة المجتمع: «الناس لا يهمونني. كما ان الضمانات، التي يتحدثون عنها في معرض ذم المسيار، لا تتوفر حتى في الزواج التقليدي». وهي ترى ان المسيار: «ليس سريرا فقط كما يتصوره غالبية المجتمع إنما تجمعني بزوجي صداقة وعلاقة مرنة اخترناها معا»، فيما تقول عن النفقة والأمور المادية: « الكريم والبخيل لا يحدهم نوع العقد». غير ان الغريب ان ام خالد تصر على تكرار التجربة، في حال فشل هذه الثانية: «سأكررها حتى أحصل على رجل يناسبني.»على النقيض، لا يبدو ان أم أحمد، من زوجته الاساسية: «لأن ظروفي صعبة كان هدف الزوج كما زعم التكافل الاجتماعي من خلالي كأرملة وأطفالي الأيتام إلا أن كل ذلك تبخر عندما صدمتني حقيقة عجزه ومرضه النفسي وبخله.»سحر المسيار ويبدو ان معظم النساء اللاتي خضن تجربة المسيار، يرين فيها سحرا من نوع خاص يدعوهن لتكرارها مهما كان عدد المرات الفاشلة. ام عبد الله، على سبيل المثال، سيدة اعمال عمرها 42 عاما، «تجربتي فشلت لسبب خاص جدا. غير ان زواج المسيار عموما تجربة ناجحة في حال التزام كل طرف بما اتفق عليه وهو بيئة مناسبة لنمو الحب ففيه تجديد ونضج واختيار نابع من قناعة الإنسان لا دخل لأحد فيها.»تجربتها، دعتها لتقديم نصائح ترى ان من المهم ان تتنبه اليها المرأة التي تفكر في المسيار: «لا أؤيده لصغيرات السن أو من لم يسبق لها الزواج أو من ليس لديها أطفال لأنه يحتاج امرأة قوية يمكنها تأجيل رغباتها واحتياجاتها بحسب الوضع المتاح بتعقل وحكمة .»وبشكل عام، يبدو ان عوامل خارجية، تسهم في فشل المسيار، وفقا لقصة ام محمد، سيدة تبلغ التاسعة والثلاثين من عمرها، اذ اقترنت بشخص بعد قصة حب محاصرة بتحديات عديدة. وكان المسيار هو الخيار الوحيد: « كان زواجا ناجحا استمر قرابة أربع سنوات، إلا أن المشاكل ظهرت بمجرد اكتشاف الزوجة الأولى لأمرنا فاضطر زوجي لمواجهة الجميع ومنذ ذلك الوقت تغير الحال كثيرا وفقدنا خصوصية المشاعر والمكان، وهنا انتهت القصة». وترد ام محمد على القائلات بأنه –المسيار- اهانة لكرامة المرأة بالقول: «كلامهن مردود عليهن. مراجعة سريعة لقضايا الطلاق والنزاع في المحاكم تؤكد ان الفاصل في الامر هو نوع الزوجين لا نوع الزواج.»حاجة اساسيةعلم النفس، له رأي قد يكون محايدا في الموضوع، اذ يعتبر استاذ علم النفس والعلاقات الانسانية الدكتور علي عوض شراب، ان المرأة تبحث في زواج المسيار عن: « حاجاتها الأساسية في الحياة!»، فيما يبحث الرجل: «عما ينقصه في زوجته الأولى. هذا النقص قد يكون جسديا أو عاطفيا أو فكريا.»هذا التباين في هدف الرجل وغرض المرأة من زواج