من يتتبع موضة الألقاب لدينا، والكثير منا بالمناسبة مهووس بها إلى حد المرض، أقول من يتتبعها يجد عزوفا عن لقب الشيخ، يقابله إقبال على لقب الدكتور، فلقب الشيخ الذي يطلق على كبير السن والعائلة، ورجل الأعمال، والملتزم أصبح مزحوما، فتجد الأسرة الواحدة نصفها مشيخة، بعكس لقب الدكتور الذي ربما يكون حامله فريد الأسرة والحي. وما يجعل هذا اللقب مغريا أيضا هو أنه صار تشريفا لا تكليفا، فكثير من الدكاترة لدينا لم يقدموا شيئا بعد حصولهم على هذه الشهادات، مجرد وجاهة لا أكثر. وإذا كان الدكتور في المجتمع الغربي ينحصر لقبه في مجال عمله فقط، نجد أصحابنا حريصين على أن يناديهم الجميع به حتى موصل الطلبات، والشغالة. وإذا كان الدكتور في العالم الآخر يتقيد بتخصصه الدقيق، نجد أصحابنا يتكلمون في كل شاردة وواردة بحجة (الدكترة)، فيتصدر دكتور الزراعة لقضايا الاقتصاد، وعلم النفس والاجتماع والدين. كل ما سبق جعل من محبي كشخة الألقاب يتنافسون على نيل هذا اللقب بطرق معترف بها وبطرق أخرى أشهرها (خشم الريال)، والوسيلة الثانية بقدر ما لها من مساوئ إلا أن من شأنها تحجيم هذا اللقب إلى حجمه الصحيح، ونزع بشوت الوجاهة من الدكاترة ودفعهم للتشمير عن سواعدهم بالبحث والعمل.