العنوان ليس لي، بل هو للروائي الكبير الطيب صالح، رحمه الله, ولست أنا من اقتبسه ليكون عنوانا لهذه المقالة، بل من اقتبسه هو شلال الفرح الذي انثال في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بمدينة بريدة، بعد نهاية مباراة التعاون والرياض مساء الجمعة الماضي، والتي صعد بعدها نادي التعاون لدوري زين، بعد غياب دام 13 عاما. جماهير التعاون الغفيرة، رفعت لافتة كتب عليها: (دوري زين ما يكمل إلا بالزين) هذه العبارة هي الأخرى نشطت الذاكرة لتسترجع كل الأشياء الجميلة، التي تشبه تجليات الروائي الكبير الطيب صالح، في لغته الأخاذة وأخيلته المحلقة في فضاءات الأرواح الشافة، لذلك جاء فرح هذه الجماهير العاشقة، أشبه بعرس الزين، الذي عمت أفراحه جميع مدن وقرى منطقة القصيم، بل إن الأفراح تفجرت في أفئدة أبناء المنطقة بمختلف مدن المملكة الغالية، وهذا الفرح المشروع ليس استثناء لهم، بل إن من يعرف هذا النادي العريق ويدرك جماهيريته الطاغية، سعد كثيرا بصعوده لدوري زين لأنه سيمثل إضافة مهمة لهذا الدوري الذي بدأ يأخذ قيمة كبيرة من جميع النواحي. صعود برازيل القصيم كما يحلو لجماهيره أن تلقبه، إنجاز يستحق الفرح، ولكن يجب أن يأخذ هذا العرس صفة الديمومة ببقاء هذا النادي العريق في دوري زين. معرفة الذات والتخطيط الواعي، هي أولى الخطوات التي يجب على رجالات التعاون البدء بها من الآن، فدوري زين يختلف جذريا عن دوري الدرجة الأولى، فهو دوري لا مكان فيه إلا للأقوياء، فالفريق بحاجة إلى الواقعية التي تعتمد على الدخول لمناطق الدفء مبكرا، وهذا الدخول يحتاج إلى استراتيجية واعية تعتمد على الواقعية بعيدا عن الأحلام المجنحة، كما أن البقاء يحتاج إلى إعداد مُركز مع دعم الفريق بلاعبين محترفين، يمثلون العامود الفقري للفريق (قلب دفاع، محور، صانع لعب، ومهاجم) حتى يكونوا عونا لأبناء الزين في دوري زين، وأقترح على إدارة التعاون العزيزة، أن تستقطب رأس الحربة الإفريقي الذي لعب مع فريق نجران في فترة الانتقالات الشتوية، فهذا المهاجم يتسم بالجرأة والإمكانيات الفنية والبدنية المميزة. التهنئة لسمو أمير المنطقة، وللصديق العزيز عبدالعزيز السناني مدير مكتب رعاية الشباب بمنطقة القصيم، الذي بدأت تظهر بصمات إدارته على فرق المنطقة، وتهنئة قلبية لأعضاء شرف وإدارة وجماهير التعاون بهذا الإنجاز المزدوج لفريقهم العريق بصعوده لدوري زين، وصعود فريق الناشئين للدوري الممتاز، وهذا الصعود المزدوج يعطي مؤشرات مؤكدة، أن هناك عملا كبيرا في نادي التعاون بعيدا عن الأضواء والضجيج الإعلامي. مبروك لأهل الزين (عرس الزين) وأتمنى أن ينتج من هذا العرس، سنوات مضيئة في دوري الأضواء، فمن الظلم لهذا الفريق العريق، أن يبقى بعيدا عن الأضواء، بالرغم من تاريخه وجماهيريته الكبيرة، وكأحد أبناء المنطقة فإنني أتمنى أن يبقى شقيقه نادي الرائد في التصنيف ذاته، فوجود ثلاثة فرق في دوري زين من فرق المنطقة، هو إنصاف لها ولتاريخ الرياضة فيها، أختم بتهنئة أخرى لفريق النجمة الذي صعد لدوري الدرجة الأولى، وأتمنى في الموسم القادم أن يصعد لمسرح الضوء الذي غادره منذ سنوات.