اتجهت السعودية نحو تشجيع السياحة الداخلية، وإنجاز المشاريع الخدمية التي تصنع أرضية صلبة لهذا المشروع، الذي لا يقل أهمية اقتصادية عن غيره من المشاريع الاقتصادية الكبرى. ولعلنا لاحظنا الجهود الكبيرة التي لا تزال تبذلها الهيئة العامة للسياحة والآثار في إيجاد وعي بأهمية السياحة الداخلية، عبر برامج التنشيط السياحي والمهرجانات السياحية للتمتع بالعطلات والإجازات، مستفيدين من التنوع الجغرافي والمناخي الكبير الذي تذخر به بلادنا؛ فهناك مصايف تضاهي الكثير من المصايف الخارجية، مثل: الطائف وعسير؛ حيث الأجواء اللطيفة، والأمطار، والطبيعة الساحرة. لكن للأسف ومع كل تلك الجهود إلا أنني أخشى أن تتراجع أسهم السياحة الداخلية؛ نظرا لارتفاع أسعار الخدمات بشكل خيالي، مثل: الشقق المفروشة، والفنادق، ومدن الألعاب، وغيرها، ومع هذا الارتفاع فإن تلك الخدمات تتسم بالضعف، والدليل على ذلك أن التصنيف الأخير للفنادق الذي اعتمدته الهيئة العامة للسياحة والآثار أزال أسماء فنادق معروفة من قائمة الخمسة نجوم وأبقى عددا قليلا لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، بل حتى فئة الأربعة نجوم أصبحت عسيرة المنال على كثير من الفنادق المحلية. على الهيئة أن تواصل جهودها للارتقاء بالسياحة الداخلية عن طريق وضع التنظيمات الكفيلة بتقديم خدمات ذات مستوى راق، وفي الوقت نفسه بأسعار تتناسب مع دخول المواطنين خاصة أصحاب الأسر الكبيرة.