هناك أناس في مجتمعنا يعتقدون أنهم الأفضل ويصلون بأنفسهم إلى درجات عالية من الثقة بالنفس المؤدي إلى الغرور، مع فرط في تقدير الذات، والاعتقاد التام بأنهم الأفضل من هذا وذاك، وعندما تناصحهم وتنقد بعض سلوكياتهم تجدهم في غضب ولا يتقبلون ما تقوله عنهم. وكل تلك الصفات وغيرها تؤدي بهؤلاء إلى فرط الإعجاب بأنفسهم، وبالتالي يصبحوا غير قادرين على النقد الذاتي وتقييم أنفسهم بشكل موضوعي ويتحولون في النهاية إلى مرضى بجنون العظمة يحاولون تعويض إحساسهم بالنقص بألسنتهم. فتجدهم ينسجون قصصا خيالية ومضخمة جدا عن بطولاتهم وإنجازاتهم في الحياة وقدراتهم اللامحدودة في المجالات كافة. وهؤلاء الناس يحتاجون إلى علاج.. وعلاج جنون العظمة بكل بساطة هو التواضع، فالتواضع هو خفض الجناح، ولين الجانب، والبعد عن اعتزاز المرء بنفسه، والإعجاب بذاته. فإذا ما اكتسب المسلم هذه الصفة فسيختفي مرض جنون العظمة. والتواضع من أخص خصال المؤمنين المتقين، ومن كريم سجايا العاملين الصادقين، ومن شيم الصالحين المخبتين وهو هدوء وسكينة ووقار واتزان، فلا يرى المتواضع له على أحد فضلا ولا يرى له عند أحد حقا، بل يرى الفضل للناس عليه، والحقوق لهم قبله. وقد قام أعظم البشر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خطيبا فقال: (وإن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد).