طالبت دراسة علمية محلية بوقف العمل ببعض أجهزة الأشعة السينية x ray المستخدمة في عدد من المستشفيات، بسبب الجرعات الإشعاعية العالية التي تعطيها في كثير من الفحوص والتي تتجاوز الجرعة القصوى التي أوصت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة إلى أهمية تدريب موظفي الحماية الإشعاعية لرفع مستوى معرفتهم بالممارسة السليمة للحماية. استخدامات غير ضرورية وأكدت الدراسة التي أجراها فريق بحثي من جامعة الملك عبدالعزيز، برئاسة الدكتور سمير الزيدي، ودعمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ب764 ألف ريال، ضرورة التوعية بمضار الإشعاع في كافة المستويات، والتخطيط السليم لتطبيق برامج الحماية الإشعاعية، حيث لاحظ الباحثون عدة استخدامات غير ضرورية للأشعة في غرف الطوارئ، وغرف العناية المركزة، وأيضا استخدامات غير سليمة في فحص الأشعة للأطفال التي تعرض أجسامهم للأشعة دون تحديد لأماكن سقوطها. تسرب الأشعة وأجرى الفريق البحثي عشرة فحوص للجودة النوعية لكل جهاز، وأظهرت نتائج الدراسة أن الحواجز الإشعاعية مناسبة بشكل عام، إلا أن هناك حالات متعددة تسربت منها الأشعة المرتدة خلال الحاجز الثانوي، وحالات لم يكن فيها الحاجز الإشعاعي للأشعة الرئيسية كافيا، كما افتقد كثير من المراكز إلى وجود كاشف إشعاعي شخصي أو موظف حماية إشعاعية. فحوص السرطان ضارة كما أوضحت النتائج أن عملية إعادة التصوير للأطفال مرتفعة بسبب حركتهم أثناء التصوير لغياب أدوات تمنع الحركة، كما أنه لا يوجد أي تقييم للجرعات الإشعاعية للمرضى في أي مركز في المراكز، وتبيّن ضرورة تدريب الفنيين على استخدام جهاز التعريض الآلي ( AEC ) المصاحب للكثير من الأجهزة المتطورة، حيث كانت الجرعات الإشعاعية لفحوص سرطان الثدي عالية جدا في بعض الحالات؛ لدرجة أنها وصلت إلى أربعة أضعاف الجرعة القصوى الموصى بها، وشملت الدراسة عددا من المراكز الطبية والمستشفيات في جدة ومكة والطائف والرياض والدمام والخبر وتبوك وجازان. مضاعفاتها خطيرة من جانب آخر، أكد الدكتور خالد واصل اختصاصي أشعة بمستشفى المشاري بالرياض أن الأشعة لو عملت باستمرار للمريض (ثلاث مرات يوميا) سيكون لها ضرر كبير، وقال: “على سبيل المثال لو عملت مرة واحدة على بعد 100 مم من الجسم فإنها تخرج منه بعد يوم أو يومين، لكن لو عملت لأكثر من مرة فإنها تتحول إلى طاقة تغير تركيب الخلايا؛ ما يجعل الجسم ينحرف عن نشاط الطبيعي، وقد يكون لذلك مضاعفات خطيرة”. وأشار إلى أن الأشعة لها ضرر كبير على الأطفال، وقد تصيبهم بالسرطان، لكنه عاد ليؤكد أن ذلك في حالات محدودة وقليلة. لا خوف على الصغار وقال الدكتور فهد الجبير استشاري أطفال بمجمع الملك سعود الطبي إن الأشعة العادية إذا استخدمت مع الأطفال بالطريقة الصحيحة تكون آثارها الجانبية محدودة. وأضاف: “ نعمل أشعّات للأطفال باستمرار سواء كانت الأشعة عادية أو مقطعية، ولكن نراعي دوما أن تكون الجرعات خفيفة ومحدودة حتى لا تكون ذات آثار سلبية عليهم”. تسبب العقم والسرطان واعتبر سعيد صالح العمري اختصاصي الأشعة في مستشفى العليا الدولي بالرياض أن الخطر الإشعاعي أمر لا يستهان به، وله تأثيرات سلبية على العاملين في مجال الأشعة والمرضى، وأشار إلى أن من المضاعفات التي تنتج بسبب التعرض الدائم للأشعة العقم وسرطان الجلد وغيرهما من الأمراض الخطيرة. وأكد أن النساء الحوامل أكثر ضررا أثناء تعرضهن للأشعة السينية لتأثيراتها المباشرة التي قد تحدث التشوهات الخلقية للجنين. الضرر محدود واعتبرت نازك محمد علي اختصاصية أشعة أن التعميم بأن الأشعة كلها خطر خاطئ، وأوضحت أن هناك أنواعا كثيرة من الأشعة ليست ذات مضاعفات خطيرة على حياة المرضى والمراجعين مثل الأشعة التلفزيونية للحوامل والمقطعية (سي تي) والماموجري وغيرها.