ظل باحثون يتساءلون لسنوات عديدة عن الأسباب التي تجبر كثيرا من النساء على ترك وظائفهن في مجال الهندسة. وبرزت نظريات لتفسير الظاهرة تراوحت بين ظروف العائلة وجدولها الزمني والفروق الفطرية بين الجنسين. وفي ورقة جديدة قدمتها جينفر هانت من جامعة ماكجيل الكندية ظهر تفسير آخر: “المرأة تترك مثل هذه الوظائف عندما تشعر بقلة الراتب والفرصة الضيقة للترقي”. وقبل أن تتوصل إلى هذا الاستنتاج، مشطت هانت البيانات التي جمعتها المؤسسة القومية للعلوم في الفترة من عام 1993 إلى 2003 بتتبع ملفات 220 ألفا من خريجي كليات الهندسة. واتضح أن نسبة كبيرة من المهندسات اللائي يواصلن العمل يتحولن إلى حقول لا علاقة لها بدرجاتهن الجامعية. كما تعتبر الهندسة من المجالات التي يهيمن عليها الرجال خاصة الميكانيكا. وقدمت الدراسة بعض الحلول للحفاظ على المرأة العاملة في مجال الهندسة بتوفير وظائف صديقة للأسرة من خلال تقديم جداول عمل مرنة ثم التركيز بشكل أفضل وتهيئة بيئات العمل، حيث تشعر المرأة بأنها قادرة على تسلق السلم الوظيفي. وبدأت بعض الجهات في توفير هذه المزايا؛ علّها تعيد المرأة إلى أحد المجالات المهمة.