تدخل وزارة المياه والكهرباء غدا في مرحلة جديدة لمواجهة ما يعتبر زيادة في الطلب على المياه سنويا بنسبة 7 في المئة، ليصل إجمالي احتياج السكان من مياه الشرب بعد 15 عاما، أي في 1446ه إلى ستة ملايين متر مكعب، في وقت أعلنت قلقها حيال مستقبل المياه في السعودية وفي المنطقة في ظل التنامي السكاني والاقتصادي. وتعول الوزارة والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة على اكتشاف تقنيات متطورة لإنتاج مياه عذبة، تجنب الإنسان نزاعات وصراعات تلوح في الأفق على موارد بالكاد تكفي المجتمعات المحلية، الأمر الذي يجعلها متفائلة بما يمكن أن يسفر عنه مؤتمر تحلية المياه في البلدان العربية الذي تنظمه غدا في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتننتال في الرياض. وتعترف الوزارة بأن الصعوبات التي تواجه السعودية في إنتاج المياه تتمثل في محدودية المياه وارتفاع تكلفتها مقارنة بباقي دول الخليج العربي، بسبب نقل المياه مئات الكيلومترات ورفعها آلاف الأمتار فوق مستوى سطح البحر، فيما تقتصر تكلفة المياه في دول الخليج على الإنتاج. وكانت السعودية بدأت العام الماضي خطة لتقليل زراعة القمح بشكل تدريجي بسبب استنزاف برنامج زراعة القمح الذي بدأته قبل 30 عاما لكميات كبيرة من المياه. حذر وتفاؤل وفيما يحمل المؤتمر الكثير من الآمال والتطلعات، التي تتوق لها البلدان العربية، خاصة التي توفر حاجاتها من المياه بنظام تحلية المياه المالحة، جدد المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين وزير المياه والكهرباء، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، التأكيد على أن الدولة مهتمة بتوفير المياه للمواطنين بكميات ونوعيات عالية الجودة. وحدد الوزير الأهداف المرتقبة وراء مثل ذلك المؤتمر، الذي يعد أحد المؤتمرات التخصصية المهمة التي تعقد في السعودية، وقال “يهدف إلى بحث كل مستجدات تقنيات طرق تحلية المياه في الدول العربية، وتفعيل تبادل الخبرات المكتسبة من تجارب الدول والهيئات والمنظمات الإقليمية والعالمية في مختلف النواحي التشغيلية والاقتصادية والبيئية في مجال تحلية المياه”. جهود مشتتة وإذا كان التنامي السكاني والاقتصادي في السعودية بدا متسارعا، إلى حد كبير، فإن الحاجة إلى توفير المياه لمواكبة هذا النمو يجب أن تكون بوتيرة أسرع، مما ولد البحث عن أفضل التقنيات لتحويل ماء أجاج شديد الملوحة إلى ماء عذب فرات، وقال المهندس فهيد بن فهد الشريف محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة إن فرادة الجهود ومحدوديتها أبقت على ارتفاع تكلفة هذه التقنيات في صناعاتها وتشغيلها وصيانتها، ويعود ذلك إلى أن لكل جهة حاجتها الخاصة وظروفها الفريدة. وبيّن اختلاف العجز في موارد المياه من منطقة إلى أخرى، مضيفا “وبينما لم تعان الدول الصناعية الأكثر تقدما نقصا في الموارد المائية العذبة الطبيعية، عانت مناطق أخرى، لكن القاسم المشترك لكل المجتمعات السكانية تقريبا هو العجز الحقيقي في المتاح من المياه العذبة لسد حاجات السكان، لذا فالمشكلة شاملة والحل يجب أن يكون شاملا، فهنا تلاقت الحاجات للجميع وأصبح تبادل المعلومات أمرا حتميا على الجميع”. وأشار إلى أهمية أن تتسارع الخطى لمواجهة ارتفاع تكلفة تقنيات تحلية المياه المالحة، “وإن تحقق لها بعض التطوير الذي خفض تكاليفها أخيرا، لكنها في حاجة إلى تطوير أكثر من حيث الأداء والتكلفة في تصنيع معداتها وتركيبها وتشغيلها وصيانتها”. وعد الشريف مؤتمر التحلية تأكيدا على أن السعودية سباقة دائما بكل ما فيه خير الإنسان وتنميته، مستشهدا بإسهامات السعودية في تطوير صناعة التحلية وأنها مشهود لها على المستوى العالمي، وما حققته من شهادات وجوائز عالمية في مؤتمرات وملتقيات علمية وبراءات اختراع مسجلة في كثير من الدول”. محاور المؤتمر وأوضح المهندس أحمد بن محمد المديهم رئيس لجان المؤتمر نائب محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، أبرز ما يناقشه المؤتمر خلال جلسات حوار تخصصية مثل الجلسات العلمية وبحث التحلية بالطرق الحرارية، التحلية بالأغشية، تأثير التحلية في البيئة، وآثار ذلك في صناعة التحلية، تطبيقات تقنيات النانو في التحلية، فيما هناك جلسات الحوار والمناقشة المهنية وتبحث تقييم أداء أنظمة الضخ، وتحديد معايير اختيار المضخات، ودراسة جدوى إعادة تصنيع المضخات، المشكلات الفنية المصاحبة لأداء الغلايات، وإعادة تأهيل الغلايات، أما جلسات الدراسات والأبحاث فتطرح استخدامات الطاقة البديلة والمتجددة في تحلية المياه، استخدامات الطاقة النووية في تحلية المياه، وتتناول جلسات النقاش اقتصاديات التحلية وتناقش مستقبل خصخصة صناعة تحلية المياه في ظل الوضع الاقتصادي العالمي الراهن، أعمال الاستشارات والمقاولات وصناعة التحلية.