بعد ترقب استمر قرابة خمسة أيام من الأوساط الخليجية لما يسفر عنه اجتماع اللجنة الخليجية التنظيمية بخصوص أحداث مواجهة فريقي الوصل والنصر في الإمارات، فشلت اللجنة في حسم الجدل واتخاذ القرار بعد تعثر جميع المساعي في الخروج بإجراء نافذ وسط مطالبة جميع الأطراف بحقوقها. وأحدث قرار إحالة قضية أحداث الوصل والنصر إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم ردود فعل واسعة في ظل عدم إدراج بطولات الخليج حتى الآن ضمن أجندة (فيفا)، وكذلك في ظل عدم تطبيق اللوائح والقوانين المنصوص عليها في روزنامة البطولات الخليجية. “شمس” بدورها رصدت ردود الفعل النصراوية حيال الإجراء الذي تم اتخاذه، فإليكم ما قالوه: البداية كانت من عند الأمير وليد بن بدر عضو شرف نادي النصر الذي أكد ضعف اللجنة التنفيذية الخليجية، وشكر فيصل العبدالهادي الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم على وقفته الحازمة في الاجتماع ومطالبته بتطبيق النظام، وقال: “اللجنة أرسلت إلى (فيفا) طلب رأي استشاري فقط حسبما أوضحه المعنيون بالأمر من الذين حضروا الاجتماع، وإذا اتخذت قرارات فستكون جزائية بناء على ما حدث في المباراة وليست قرارات تخص البطولة برمّتها، ولن يتخذ الاتحاد الدولي قرارات مباشرة للبطولة، وإنما سيعيدها إلى اللجنة واعتماد اللوائح المعمول بها؛ أي أن الموضوع سيرد إلى ما كنا عليه”. وحول ما دار في اجتماع اللجنة التنظيمية قال: “المجامله كانت واضحة من قبل الاجتماع، وعلى الرغم من أن نادي النصر لم يطالب بإعادة المباراة لوجود نصوص هنا فنحن لسنا مطالبين بالذي لا نحتاج إليه إلا عند وضع اللوائح فقط، وإذا كانت النصوص واللوائح موجودة فلا بد من العمل بها بعيدا عن أي اجتهادات أخرى، ولا أدري ما الفائدة من إحالة القضية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ما دامت لوائح الأنظمة والقوانين موجودة؛ وهذا ما دعا الأندية السعودية إلى التلويح بالانسحاب من البطولة في حالة عدم تطبيق اللوائح بعيدا عن العاطفة”. وأضاف: “نادي النصر كان واضحا في بيانه حول ما قام به طبيب النادي؛ حيث طالب بدليل يدينه بخصوص ما يرددون أنه ارتكب حركة لا أخلاقية، ولو افترضنا أنه قام بشيء فهناك نظام يعطي كل ذي حق حقه، لكن ليس بالشكل الذي شاهدناه؛ حيث لم ينص النظام على دخول الجمهور”. عقوبات مضاعفة من ناحيته، انتقد الدولي المعتزل فهد الهريفي قائد فريق النصر والمنتخب السعودي الأول لكرة القدم سابقا طريقة تعامل اللجنة التنظيمية مع قضية أحداث مواجهة فريقي الوصل والنصر وقال: “ما حدث يدل دلالة قاطعة على ركاكة اللوائح والقوانين التي تنظم البطولات والمنافسات الخليجية ودخول الأهواء والمجاملات فيها”. وأضاف: “الأمر المضحك المبكي أن آراء أعضاء اللجنة التنفيذية الخليجية خرجت عبر وسائل الإعلام قبل اجتماعها، وهذا منافٍ للأعراف والأنظمة”. وحول تحويل القضية إلى أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قال الهريفي: “كان بودي أن يبقى الأمر بيننا كإخوة وأشقاء خليجيين وعدم تصعيد الأمر إلى الاتحاد الدولي؛ فما حدث أمر استاء منه كل من شاهده؛ فما بالك بالاتحاد الدولي الذي لا يعرف المجاملة؟! ولهذا ستكون العقوبات مضاعفة، ولا رجعة فيها، وعندها لن ينفع الندم”. تخبطات وجبن وهاجم المدرب الوطني علي كميخ خطوة إحالة قضية الوصل والنصر إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، واصفا إياها بامتداد تخبط اللجنة التنظيمية الخليجية وقال: “الواضح أن اللجنة وأعضاءها لم يكن لديهم الشجاعة في بت الموضوع واتخاذ القرار المناسب على الرغم من وضوح الأنظمة والقوانين؛ حيث فضلت اللجنة أخذ الموضوع بالترضية والنسبة والتناسب، فأحالت الموضوع إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأرى أن هذا قرار خاطئ يدل على مدى ما وصلت إليه اللجنة من تخبطات وجبن ومحاولتها إرضاء الجميع ورمي اللوائح والأنظمة بعيدا”. قوة النظام فيما تشبث خالد راضي حارس مرمى فريق النصر الأول لكرة القدم بحق ناديه في القضية وقال: “بصراحة لا يهمني إحالة اللجنة للقضية إلى الاتحاد الدولي أو غيره، ولكن كل ما يهمني ويهم كل نصراوي أن يأخذ النصر حقه بقوة النظام”. ضعف ومحاباة من جهته اعتذر سعود عبدالعزيز الكاتب الرياضي لكل شخص خليجي وصلت إليه رسالة جوال تحمل إساءة حسبما ذكره بعض المحللين في القنوات الفضائية، وقال: “السؤال الأهم إذا اعتبرتم مجرد رسالة جوال إهانة.. فماذا تعتبرون ما تعرض له النصر في الإمارات أمام ملايين المشاهدين؟”. ويضيف: “الواضح أن لوائح البطولة صيغت من أشخاص لا يملكون خبرة رياضية، وفيها من الثغرات الكثير، فيجب مراجعتها وعرضها على أصحاب الاختصاص؛ لتحترم”. واستطرد: “إحالة القضية إلى الاتحاد الدولي يدل على ضعف اللجنة ومحاباتها.. ولكن بعد وقوع الأمر أعتقد أن الضحايا سيكونون كثرا، وستتخذ جزاءات مغلظة في حق المتسبب في الأحداث؛ فمن يعتقد أن الأمر سيكون هينا وسيمر مرور الكرام فهو واهم؛ ولذا أنصح الإخوة في نادي الوصل بالانسحاب والقبول بالأمر الواقع بدلا من رفع القضية إلى الاتحاد الدولي”. صرامة (فيفا) بدوره يصف عادل الملحم الكاتب الرياضي القرار ب”الخاطئ” ويدل على ضعف اللجنة وتخبطها وقال: “ما الفائدة من اللوائح والأنظمة والقوانين إذا لم تجد الشجاعة لتطبيقها؟!”. وأضاف: “الواضح أن القرار اتخذ لترضية الطرفين وغضوا الطرف عن الاحتكام إلى القرارات وحاولوا مكافأة المخطئ، وبما أن القضية أحيلت إلى الاتحاد الدولي المعروف بصرامته فسيكون الحل مرضيا والضحايا كثرا، إضافة إلى سوء السمعة التي سنكتسبها هناك، وسواء أنصف النصر أو لم ينصف فإنني أتمنى عدم مشاركة الأندية السعودية في البطولات الخليجية مستقبلا”.