هروب الفتيات موضوع جدير بالنقاش المستفيض؛ لأنه يمثل مشكلة اجتماعية مثيرة للقلق لأن فيه انتحارا معنويا للهاربات خاصة، ويشكل نقطة سوداء لن تجد من يتساهل معها. ولا شك عند دراسة هذه المشكلة يجب أن نتساءل لماذا تهرب الفتيات؟ هل بسبب مشكلات أسرية قاهرة، أم بسبب ضعف في الوازع الديني أو إهمال من الأسر أو التفكك الأسري؟ قد تكون كل هذه الأسباب حاضرة لكن السبب المهم جدا في اعتقادي والذي يجب أن نعيه جيدا هو الفراغ العاطفي الذي تعيشه بعض الفتيات. والمشكلات التي تحدث بين أفراد الأسرة وتباعدهم تصنع فجوة كبيرة في علاقاتهم الإنسانية فتجد كل واحد منهم في واد غير مهتم بالآخر، ولا يوجد أي تواصل أو حميمية.. فالأم وهي التي من المفترض أن تكون أكثر قربا من بناتها تجدها بعيدة عنهن غير مهتمة بمشكلاتهن ولا حاجيناتهن النفسية ولا العاطفية. أضف إلى ذلك تأثيرات مختلف وسائل الإعلام خاصة الفضائيات والإنترنت وهما وسيلتان أصبحتا تمثلان ملجأ لبعض الفتيات هروبا من الواقع المؤلم الذي يعشنه داخل أسرهن، حيث يبحثن فيه عن الحنان والعاطفة المفقودة لكن في غير مكانها الطبيعي. إ ذً ا ما الحل؟ هو احتواء بناتنا عاطفيا من قبل الآباء والأمهات والأخوة وتربيتهن التربية الإسلامية وزرع الثقة فيهن، وكذلك لا يجب أن نغفل عن متابعتهن حتى داخل المنازل ومعرفة اتجاهاتهن وأفكارهن، مع الابتعاد عن القسوة لأنها تأتي في كثير من الأحيان بنتائج عكسية.