يفتتح اليوم في الرياض مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، برعاية أمير الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض. ويعد المشروع الأكبر من نوعه في المنطقة بامتداد يصل إلى أكثر من 80 كيلو مترا، ابتداء من شمال طريق العمارية، حتى الحاير جنوبا، والذي مكّن الوادي من استعادة وضعه الطبيعي كمصرف لمياه الأمطار والسيول، وأهله كأحد أطول مناطق التنزه المفتوحة في المدينة. وقال المهندس عبداللطيف آل الشيخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، إن برنامج تطوير الوادي يعد أحد مشاريع التطوير الاستراتيجي المفتوحة التي تتولاها الهيئة في المدينة، ويهدف إلى المحافظة على بيئته الطبيعية ومنع الأنشطة البشرية من الإخلال بمكوناته ومقوماته البيئية، إلى جانب تهيئته للقيام بوظيفته كمصرف طبيعي للمياه، والمساهمة في تحقيق التوازن المنشود في الاستفادة من مقوماته دون الإضرار بمكوناته. وأضاف أن الوادي عانى أيضا من تدني المستوى الحضري فيه بتدهور عمرانه التراثي والريفي، وتناقص النشاط الزراعي السائد في أرجائه، إلى جانب اختلال الميزان المائي نتيجة استنزاف موارد المياه الأرضية من جهة، وتلوثها من جهة أخرى، وازدياد الملوثات العالقة في الهواء، لتساهم هذه الأوضاع جميعها في اختلال التوازن البيئي في الوادي، وأدى إلى تغيير تكوينه الجغرافي الطبيعي؛ ما أنذر بحدوث مخاطر كبيرة عند جريان السيول. ويضم المشروع جملة من الأعمال تشمل إزالة النفايات والملوثات، وتسوية مجاري المياه وفق ثلاثة مستويات، وإنشاء قناة دائمة الجريان للمياه في بطن الوادي بطول 57 كيلومترا يجري تنقيتها عبر نظام معالجة طبيعي غير كيميائي يتواءم مع بيئة الوادي، إضافة إلى إنشاء محطة للمعالجة الحيوية تمتاز بقدرتها العالية على المعالجة، فضلا عن إضافتها لمسة جمالية طبيعية للمنطقة التي تحتضنها، والتي شكلت مع المتنزهات الأخرى على الوادي متنزهات طبيعية يرتادها سكان المدينة طوال العام.