“لسنا مرضى نفسيين.. أو عالة على المجتمع.. نحن بشر تعلمنا ونكافح لكسب أقواتنا بالحلال... “، هكذا تحدث مجموعة من ذوي الحاجات الخاصة ل شمس” بنبرة يغلب عليها الحزن والأسى بعدما سخر بعض أعضاء جمعية محلية تابعة للشؤون الاجتماعية (تحتفظ الصحيفة باسمها) واصفين شبابا معاقين بصريا يبحثون عن وظيفة تقيهم شر الحاجة بعبارات نابية “أنتم لا تفهمون.. أنتم مرضى نفسيون”، فيما تأتي السخرية من شباب يبحث عن فرصة عمل شريف وسط شعارات براقة ترفعها الجمعية المختصة برعاية المكفوفين وأصحاب الإعاقة البصرية حول الأهداف النبيلة للجمعية فى خدمة المعاقين بصريا. عتاب وإهانة ويؤكد ياسر بسيسي (معوق بصريا) أنه تقدم مع 68 من المعاقين بصريا بتظلم وشكوى إلى وزير الشؤون الاجتماعية احتجاجا على توظيف الجمعية المختصة بخدمة المعاقين بصريا لوافدين أصحاء برواتب عالية في مهام يمكن أن يؤديها معاقون سعوديون بكفاءة أعلى وتكلفة أقل، ويقول إنه وبعض زملائه تعرضوا للإهانة من مسؤولين وإداريين بالجمعية عند عتابهم إدارة الجمعية لعدم إعطائها أولوية في تعيين المعاقين بصريا بدلا من استقدام العمالة الوافدة خاصة أن الجمعية أنشئت بالأساس لخدمة هذه الشريحة بالمجتمع. لا حياة ويضيف بسيسي: “كيف يتم حرمانه من وظيفة تناسب مؤهله من خلال الجمعيات الخيرية أو المؤسسات الخاصة والعامة؟.. حيث إنه اجتهد في دراسته رغم ظروفه الصحية وحصل على بكالوريوس لغة عربية بتفوق، وسعى للوظيفة وقدم أوراقه إلى مركز الملك عبدالله بعد علمه بملتقى التوظيف، لكن وعود الجمعيات الخيرية بتعيين أو مساعدة المعاقين على العمل ذهبت أدراج الرياح، مشيرا إلى أن الجمعية تعرف وضعهم تماما لكن لا حياة لمن تنادي فقد حجز معظم مقاعد التوظيف للنساء من المعاقات وتم حرمان الشباب رغم حاجتهم للوظيفة وتحملهم مسؤولية رعاية أسر بها أطفال وشيوخ ونساء. مصادرة أحلام أما مرعي الناشري (معوق بصريا) فيقول: “شكونا من الحال الذي وصلنا إليه لإدارة الجمعية وطالبنا المسؤولين بالنظر في توظيفنا ومراعاة حالنا، لكن يبدو أن بعض الجمعيات تتحدث عن شيء في المهرجانات والملتقيات العامة حول جهودها لخدمة المعاقين وهي في الواقع شيء آخر تماما”. بينما يشكو كل من محمود سليمان خريج قسم دعوة وياسر وجيهي خريج لغة إنجليزية وعادل الغامدي خريج علم اجتماع بأن تصرفات مسؤولي الجمعية صادرت أحلامهم البسيطة، وأنهم اضطروا للشكوى من جراء ما وجدوه من تجاهل لهم فيما يخص الدورات التدريبية للمعاقين التي تكتفي بشهادة مكتوب عليها “حضر الدورة” دون سعي حقيقي لتوظيفهم، كما أن هنالك برامج للمكفوفين والمعاقين بصريا بالجمعية على الورق فقط ولا توجد آلية جادة لتطبيقها على أرض الواقع. تجريح وشكاوى ويشير صالح الغامدي إلى أن مجموعة ال86 تعتزم تقديم شكاوى أخرى تتضمن توجيه التهمة لإدارة الجمعية للسخرية منهم واستخدام بعض أعضائها ألفاظا جارحة للمعاقين، كما ستتضمن الشكوى المطالبة بحقوقهم في التدريب والتوظيف والعلاج وغيرها من الخدمات، وأنه سيتم طرق أبواب جهات أخرى ولعل أهمها حقوق الإنسان، فالجمعية لم تقدم لهم حتى عصا يتوكأ الواحد منهم عليها في الحركة، إضافة إلى أنه عند الكشف الطبي يتم تحصيل مبلغ 200 ريال، ويشاركه الرأي نفسه الياس محمد وفهد الشمراني.