خلال دراستي المرحلة الثانوية كان معلم اللغة العربية كثيرا ما يحكي لنا قصة الغراب الذي أعجبته مشية الحمامة فصمم على تقليدها، ولكنه فشل بامتياز.. ليس هذا فحسب، بل أضاع مشيته هو.. هويته.. كنا نضحك كثيرا لما كانت تروى لنا.. ولكن كان مغزاها أعظم من أن تقال لنضحك منها فقط.. اليوم يتكرر المشهد نفسه لكن بأبطال جدد.. فشريحة كبيرة من الشباب يحاولون تقليد كل ما هو غربي لمجرد التقليد حتى وإن لم يكن مناسبا لهم أو غير لائق بهم. وأكثر مظاهر التقليد تكون في اللبس والمظهر لدرجة أنك لا تملك نفسك من الضحك على لباس بعضهم من كثافة الألوان والشكل ومنظر الرؤوس، وهي تتمايل بها تسريحات (الكدش) أو (القنفذ)، كما يصر أحد زملائي على تسميتها.. بالطبع مع الاحتفاظ له بحقوق الملكية في الاسم. الشاهد أن البعض يقلدون دون وعي منهم.. يقلدون الممثلين والرياضيين في كل شيء.. وربما لو دخلوا جحر الضب لفعلوا هم كذلك.. وهو أمر لا يليق بشباب يفترض أن يكون لديهم على الأقل درجة من الوعي تمنحهم حصانة من الانجراف وراء تلك التقليعات لمجرد أنها قادمة من الخارج.