بسبب الأزمات المتتالية، دعت السفارة السعودية في بانكوك أمس جميع رعاياها من السعوديين الموجودين حاليا في تايلند إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، وطلبت مغادرتهم البلاد في أقرب فرصة ممكنة والعودة إلى الأراضي السعودية أو أي دولة أخرى لضمان عدم تعرضهم لأي مكروه. وألمحت السفارة إلى أن الحالة الطارئة التي تشهدها تايلند هذه الأيام دفعتها إلى طلب مغادرة جميع السعوديين، سواء كانت زيارتهم بإذن من الجهات الرسمية أو غير ذلك، وأشار نبيل حسين عشري القائم بأعمال سفارة السعودية بتايلند أمس في حديث مع “شمس” إلى أن الوضع الأمني صعب، وبالتالي مغادرة جميع السعوديين باتت مطلبا ضروريا، ملمحا إلى وجود آلية معينة وأرقام محددة ومعلنة عبر الموقع الرسمي للسفارة، وبثت لجميع السعوديين، وكذلك أشخاص يعملون في السفارة على مدار الساعة لتلقي الاتصالات والتنسيق مع الرعايا السعوديين، وتسهيل جميع إجراءاتهم. وأشار عشري إلى وجود لجنة قائمة مشكلة من كبار رجالات وأعضاء السفارة تجتمع بشكل يومي في مقر السفارة وتبحث جميع الأمور والتطورات، وأكد أنهم يعملون على ترحيل جميع السعوديين خوفا على سلامتهم. وعن الطلبات التي تلقوها منذ بدء الإعلان أجاب: “تلقينا حتى مساء أمس طلبين فقط، وأوضحنا الآلية المناسبة ونسقنا مع المتصلين، وسيغادران تايلند خلال ساعات”. وعن عدد السعوديين الموجودين في تايلند قال: “ليس معروفا لدينا، والجهات الرسمية منعت السفر إلى تايلند منذ مدة طويلة، ولكن يوجد سعوديون يحضرون إلى تايلند من أجل السياحة أو العلاج”.. وفيما إذا كان بين السعوديين من يحضرون لغرض التجارة أجاب: “لا يوجد مواطن سعودي يمتهن التجارة في تايلند”. وعن المدة المحددة لإجلاء جميع المواطنين، قال: “الوضع في الداخل يغلي، ونحن حريصون على إنهاء إجراءات تسفير جميع السعوديين، والعاصمة تشهد هذه الأيام تفجيرات متتالية، وسيعقد السبت المقبل مؤتمر عالمي سنتعرف من خلاله على الوضع الأمني، خصوصا في ظل مساعي المعارضين الدؤوبة للاجتماع والتمركز بشكل كلي في بانكوك، وبناء على معطيات المؤتمر العالمي والتحركات التي تشهدها البلد سنتحرك، ونأمل أن يكون النجاح حليفا لنا في جميع الخطوات التي نتخذها”. وكانت السفارة السعودية وسفارات دول الخليج دعت مواطنيها خلال السنوات الماضية إلى عدم السفر إلى تايلند لأي سبب من الأسباب؛ بسبب الاضطرابات الأمنية. وعلى الصعيد الأمني، وقعت تفجيرات في مناطق متفرقة من تايلند أمس وأمس الأول واليوم الذي سبقه، فيما كانت أبرز الحوادث التي شهدتها العاصمة وقوع ثلاث قنابل يدوية انفجرت في قاعدة عسكرية وسط بانكوك (15 مارس) ما أسفر عن إصابة جنديين، ولم يتضح ما إذا كانت الانفجارات لها صلة بالمظاهرات التي تقوم بها جماعة القمصان الحمر المناهضة للحكومة لحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة. فيما ضرب انفجاران العاصمة التايلندية (14 مارس) بينما يسعى متظاهرون لحشد التأييد للإطاحة بالحكومة التي يصفونها بأنها غير شرعية، وأدى الانفجاران لجرح عدد من الأشخاص. وانفجرت في 27 فبراير الماضي قنبلة أمام المقر الرئيسي لمصرف (بانكوك بنك) من دون وقوع أي ضحايا جراء القنبلة. وجاء الانفجار عقب قرار المحكمة العليا في تايلند بمصادرة 1.4 مليار دولار قيمة أصول بنكية مجمدة تخص رئيس الوزراء التايلندي السابق وأسرته لإدانته بإساءة استغلال السلطة.