العودة إلى ماضي هذه البلاد بكل تفاصيله هو اعتراف بقوة أولئك الرجال وقدرتهم على قهر الكثير من العوائق والوقوف بصلابة أمامها وتجاوزها بكبرياء وشموخ وعزة؛ حتى يصنعوا واقعا أجمل للأجيال اللاحقة. وعندما يأتي المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) فإنها فرصة لمشاهدة واقعية لذلك الماضي بكل تفاصيله عبر لوحات (السوق الشعبية) التي تمثل الذاكرة الحية لحياة الأجداد.. ولعلها فرصة سانحة أن ينتهز الآباء الفرصة لاصطحاب أبنائهم إلى (الجنادرية) وكذلك الأمهات مع بناتهن في الأيام المخصصة لهن، فتلك المقارنات بين الأمس واليوم ستشحذ الهمم وتدفع أبناء الجيل الجديد للعمل والإنجاز.. فما هم عليه من نعيم العيش ورغد الحياة لم يتحقق إلا بتضحيات وعمل عظيم. (السوق الشعبية) ليس فقط ذاكرة حية، بل محفز، فمشاهدة الحرفيين وهم يمارسون أعمالهم اليدوية بكل جد وفخر إنما يؤكد أن العمل مهما كان شكله يشكل ركيزة أساسية في تقدم المجتمعات ورفاهيتها، وأن الأعمال الحرفية أو اليدوية لا يقل شأنها عن غيرها من الأعمال، ولا شك فإن هذا قد يساعد على تغيير بعض الصور السلبية التي التصقت في أذهان البعض على تلك الأعمال. فهلا زرنا (الجنادرية) لنرى ما كان عليه أجدادنا في معيشتهم وعملهم وكفاحهم وحبهم لهذا الوطن المعطاء.