اتهمت إحدى المعلمات المتقاعدات إدارة التربية والتعليم بمكةالمكرمة بالتسبب المباشر بتدهور وضعها الصحي الجسدي والنفسي بحسب الإفادات الطبية التي حصلت عليها أخيرا، معلنة في الوقت نفسه تمسكها بشكاويها ولو أدى ذلك إلى إجبارها على الاعتصام أمام باب إمارة منطقة مكةالمكرمة، على حد تعبيرها. وقالت إنها ستتجه إلى ذلك بعدما اتعبتها “المراجعات ورفع البرقيات لوزارة التربية والتعليم” التي قالت إنها واجهت شكاويها بالتجاهل واللامبالاة وعدم الاهتمام بالجوانب الإنسانية. وتروي المعلمة (نور. و. ح) أن معاناتها بدأت منذ نحو سبع سنوات حينما شعرت بتوعك شديد يلازمها بيدها اليمنى كلما عملت على تصحيح كراريس الطالبات وعند الشرح لهن من داخل الفصل على السبورة ما حملها على مراجعة الوحدة الصحية المدرسية لتفاجأ بأنها تعاني انسدادا مزمنا بشرايين الطرفين العلويين لليد اليمنى بعدها تم إخضاعها لإجراء عملية جراحية استهدفت توسيع الشرايين بالبالونة، وتضيف: “بعد إجرائي للعملية بأيام قلائل لم تكلف إدارة التربية والتعليم نفسها بالسؤال عن صحتي بل كلفت الاختصاصيات بقسم المتابعة بالاتصال بي ووضعي أمام خيارين أيسرهما صعب وهما إما الدوام بالمدرسة التي أعمل بها أو أنهم سيقومون بطي قيدي وتعيين معلمة أخرى بدلا مني، الأمر الذي لم أستطع تقبله حتى بدأت في المواظبة على الدوام المدرسي على الرغم من المضاعفات التي صاحبتني وتم تسجيلها رسميا من خلال اختصاصيي الهيئة الطبية الذين أرسلوا لإدارة التربية والتعليم تقريرهم الطبي الذي أشاروا من خلاله إلى الوضعية الصحية التي أعانيها وطلبهم بعدم تعريضي لأي ضغوطات مهنية، مشددين على أن ذلك من شأنه التسبب في إصابتي بتصلب دائم للشرايين وهو ما قد يستحيل معه علاجي طبيا”. وتابعت: “ومع ذلك رفضت إدارة التربية والتعليم الاستجابة لتعليمات الهيئة الطبية وكانت النتيجة ازدياد العوارض المرضية أثناء وجودها بالمدرسة حتى تطلب الأمر في أحد الأيام السابقة نقلها من المدرسة للمستشفى”، وتضيف: “في المستشفى لا شيء يقدمونه لي سوى النصائح بعدم الإجهاد والإرهاق ولكن كيف يمكنني فعل ذلك دون أن أفقد مصدر دخلي الوحيد وفي ظل تجاهل وزارة التربية والتعليم لحالتي الصحية وابتزازي في عملي ووظيفتي على الرغم من أن هذا العارض من الله ولم أتسبب به على نفسي والأرجح أنه بسبب اجتهادي في العمل ولكن الوزارة وكأن الأمر لا يعنيها بشيء ففضلت تجاهل ما أصابني بسببهم أولا قبل أي شيء آخر”. وأوضحت: “عندما وصل الأمر إلى إصابتي بتصلب الشرايين في الأطراف قررت إدارة التعليم إحالتي إلى التقاعد!”. وأشارت المعلمة إلى استيائها من هذا القرار بسبب تأخره ولكونه أتى بعد أن تضاعفت إصاباتها إلى حد لا يمكّنها دخل التقاعد الضئيل من مواصلة علاجها. حيث حُرمت الاستفادة من نحو 80 في المئة من راتبها الذي كانت تتقاضاه قبل التقاعد! وقالت إن برقياتها لوزارة التربية والتعليم لم تجد أي اهتمام أو حتى متابعة ومن البرقيات برقية برقم 1007060299511 لم يأت عليها رد منذ إرسالها. كذلك تقدمت للمحكمة الإدارية وسجلت تظلما برقم 873 / 2 / ق، غير أن التظلم لدى المحكمة من ثلاثة أشهر ولم يتم البت فيه حتى الآن.