أكد مراد العقبي مدرب فريق نجران الأول لكرة القدم أنه طلب من لاعبيه التركيز على الفوز في مواجهة اليوم أمام الحزم ومواجهة الاتفاق المقبلة دون النظر إلى نتائج الفرق الأخرى، وأشار إلى أنه يسعى لبقاء الفريق ضمن الكبار بعد أن غامر بقبول المهمة في ظل تهديد نجران بالهبوط وتحقيق نتائج إيجابية، وأرجع انتفاضة الفريق الأخيرة إلى نجاحه في التعامل مع اللاعبين من خلال بث حماس القبيلة والغيرة على المنطقة. ورفض العقبي تهمة محاربة النجوم وإنهاء مشوارهم مثل محمد أبو عراد، وبيّن أن غياب الحسن اليامي عن بعض المباريات يعود إلى تعرضه للإصابة.. * لماذا قبلت بقيادة نجران رغم أنه مهدد بالهبوط؟ قبلت المهمة لأن هدفي كمدرب خوض تجربة في دوري زين السعودي. وهي بمثابة المغامرة، وتفكيري منصب على بقاء الفريق، وهو أمر يضيف لي الكثير، وإذا هبط لا أحد يلومني لأنني لم أدربه إلا في ست مواجهات خارج مسابقة كأس ولي العهد، وبصراحة التجربة جميلة عشت فيها لحظات لا أنساها. * دربت نجران 2002 إلى 2004 وعدت إليه في 2010 فما الذي تغير فيه بعد هذا الفراق الطويل؟ تغير الوضع كثيرا؛ فنجران يختلف وضعه الحالي في الممتاز عن دوري الثانية أو الأولى؛ حيث صعدت بالفريق من الثانية إلى الأولى، وفي ذلك الوقت كانت أوضاع نجران المالية سيئة. ولكن الآن تغيرت الأوضاع وأصبح لدى نجران موروث بشري من اللاعبين المميزين وتطور النادي، فالآن أصبح فيه مركز صحي ومعسكر خاص بالفريق، وأتمنى أن أرى مقرا كبيرا وملعبا خاصا لنجران قريبا. * ما سر الانتفاضة النجرانية التي انطلقت منذ توليك قيادة الفريق؟ استخدمت طريقة خاصة في التعامل مع اللاعبين؛ حيث أعرف أجواء نجران جيدا؛ لذلك حاولت أن أبث فيهم روح الحماس القبلي الذي يمتاز به لاعبو نجران، إضافة إلى تطبيق الانضباط التكتيكي على الفريق، كما أن الظروف خدمتني كثيرا بمعرفتي المسبقة ووجود حب لتحدي الذات لدى اللاعبين أراحني من ناحية بث روح الأمل وتقديم عطاء جيد. وللمعلومية أشرفت على نجران ولديه سبع نقاط من 16 مباراة، وحققت معه ست نقاط خلال أربع مباريات، وهذا معدل عال جدا بالنسبة إلي، ربما لا يحققه أفضل مدربي العالم. * فريقك يبحث عن الفوز في مباراتيه المتبقيتين إلى جانب انتظار نتائج الرائد.. فكيف تعيشون هذا الوضع الصعب؟ مؤكد أن اللاعبين يحتاجون إلى تهيئة نفسية وإدارية على مستوى عال، إضافة إلى التركيز الجيد وأخذ قسط كاف من الراحة، وشرحت للاعبين أن علينا حصد نقاط المباراتين الست بغض النظر عن البقاء من عدمه لنظهر بشكل جيد، وحتى لو هبطنا، لا سمح الله، فسنبقى في ذاكرة كافة المتابعين الرياضيين. وبحول الله لن نهبط. * كيف استعددتم لمواجهتي الحزم والاتفاق؟ جهّزنا الفريق بشكل مثالي وطبقنا خططنا أمام الاتحاد والوحدة، وسأقدم مفاجأة في المواجهتين المتبقيتين، وسأعتمد عليها كثيرا لأن هذه المباريات مثل مواجهات الكؤوس والمطلوب النقاط الثلاث وليس المستوى. * في رأيك كيف يبقى نجران مع الكبار؟ للأسف، أتيت نجران متأخرا كثيرا، فبصراحة إعداد الفريق كان سيئا للغاية رغم وجود عناصر بشرية مميزة جدا، وبالتكاتف والعمل الجماعي بحول الله سيبقى نجران؛ لأنه من الظلم أن يغادر فريق مثل نجران من بين الكبار. * ماذا عن سر تألقكم في مسابقة كأس ولي العهد؟ يعلم الجميع أنني فرضت أسلوبي الفني وغيرت هوية الفريق الانهزامية تماما، وأبلغت اللاعبين أن عليهم خوض مواجهة الاتحاد من دون ضغط، وقلت لهم نفّذوا ما طلبته منكم بالحرف الواحد وستنتصرون، وهذا ما تحقق، وخضت مباراة لا يوجد فيها خاسر فكسبت الاتحاد وأخرجته، ووصلت بالفريق إلى نصف النهائي، وهذا إنجاز يسجل في تاريخ نجران الذي يصل لدور الأربعة للمرة الأولى في تاريخه، وبالمناسبة هذه البطولة جنت فوائد كبيرة لنجران من التفاف شرفي كبير إلى درجة طائرات خاصة في بعض المباريات، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في نجران. *ما حقيقة خلاف ماجد أبويابس وتركي الثقفي الذي حدث في المدينة؟ هذا ماض وانتهى في حينه، وللمعلومية أبويابس والثقفي يقطنان في سكن واحد بنجران، وهما ابنا النادي الأهلي قبل نجران ولعبا معا منذ الصغر ولا خلاف بينهما. *ما حقيقة خلافك مع البلجيكي جيريتس مدرب الهلال بعد مواجهة نصف نهائي مسابقة كأس ولي العهد؟ لا يوجد خلاف، وكل ما في الأمر أنه شكرني بعد مباراة الهلال وقال لي بالحرف الواحد أنت مدرب كبير ولديك لاعبون على مستوى عال جدا، وفريقكم صعب المراس. * كيف تقيّم الأوضاع داخل ناديك نجران؟ مميزة جدا في ظل وجود إدارة واعية ومثالية برئاسة مصلح آل مسلم الذي يقضي وقتا طويلا في النادي لخدمته على حساب منزله وأسرته. ويكفي النادي حاليا وقوف الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران الشاب المخلص الذي يدعم النادي بالكثير مقابل تقديم المفيد. * هناك من يتهمك بمحاربة النجوم والوقوف خلف نهاية مشوار محمد أبوعراد هداف دوري الدرجة الأولى، والآن تمارس الأسلوب نفسه مع الحسن اليامي قائد نجران فبماذا تعلق؟ عندما أتيت لتدريب أبها كان أبو عراد خارج أسوار النادي وعاد وتدرب معي تدريبا واحدا وأذهلني بمستواه الكبير جدا، وطلبت من الإدارة إعادته، وكتبت تقريرا فنيا بهذا الخصوص وأوصيت بضرورة إعادته عاجلا، ولكن الإدارة لم تعده ولم تحقق طلبي. أما الحسن اليامي فشهادتي فيه مجروحة، لأنه لاعب معروف على مستوى السعودية ولعب معي أساسيا، إلا أن الإصابة عاودته أكثر من مرة وشارك معي بفاعلية أمام الهلال وكان له ثقله في الفريق، والجميع يعلم أن اليامي جوهرة نجران الذي لا يمكن أن أنهي مشواره أو غيره، ولكن المدرب عادة ما يكون شماعة لكل شيء. *هل ستطلب من الحسن اليامي العدول عن قرار الاعتزال؟ بالتأكيد لا، لأنه أصبح كبيرا في السن، وحسب رأيي لم يعد يتحمل التدريبات الكثيفة والقوية؛ لذلك لن أطلب منه العدول، وهو الآن يلعب في الوقت الضائع من عمره، وأتمنى أن يختتم مشواره ببقاء نجران بين الكبار. *من ترشح من لاعبي فريقك لتمثيل المنتخب السعودي وتتوقع نجاحه لو احترف خارجيا؟ جابر العامري حارس المرمى النجراني، فأنا أراه من أفضل ثلاثة حراس مرمى في السعودية، وأتوقع ألا تخطئه عيون مدرب المنتخب السعودي. * هل ستستمر مع نجران بغض النظر عن بقائه؟ هذا يعتمد على المفاوضات والعقد الذي سيقدم لي، ونجران له تعامل خاص مع مراد العقبي وذلك لما يربطني برجال هذا النادي من علاقات شخصية. * كيف ترى دوري زين السعودي؟ وما الفرق بينه عندما كنت لاعبا في النادي الأهلي وحاليا بعد أن أصبحت مدربا؟ بصراحة كنت ألعب في الأهلي قبل 15 سنة، وتغيرت الرياضة السعودية بشكل مذهل يسارع عقارب الساعة، فلديكم أموال باهظة دخلت المجال الرياضي، إضافة إلى الإعلام الذي تطور بشكل كبير وأصبح يؤثر في كافة قرارات الأندية ويكشف كل كبيرة وصغيرة داخل الأندية. فإعلامكم السعودي أصبح طرفا أساسيا وشريكا حقيقيا في كل الانتصارات والنهوض والتطور الذي تشهده الكرة السعودية؟ * هل من كلمة أخيرة تود إضافتها؟ أتمنى لنجران البقاء، وسأعمل على ذلك بكل قوة، ولكن إن لم يحالفنا التوفيق فأتمنى من جمهور نجران ألا يغضب مني؛ حيث لا يلام المرء بعد اجتهاده، وأطلب من كل نجراني الوقوف معنا فنحن حاليا في حاجة ماسة للجميع.