(احذر أخطاء الآخرين) هي العبارة التي اتخذتها الإدارة العامة للمرور شعارا لها لتعزيز الثقافة المرورية في أسبوع المرور الخليجي ال26 الذي ينطلق فعليا اليوم. وتهدف الحملة المرورية الشاملة إلى تعزيز الثقافة وتحليل أسباب الحوادث وآثارها وإيجاد الحلول للتصدي لها، حيث إن الحوادث المرورية من أهم المشكلات التي تستنزف المجتمعات في مواردها المادية وطاقاتها البشرية، لذلك استلزم الأمر توعية المجتمعات للتخفيف من حجم الكوارث التي تسببها، وما ينتج عنها من خسائر جسيمة. وستتضمن الفعاليات إقامة المعارض المرورية وإلقاء المحاضرات والندوات وإعداد المطويات المتضمنة لعبارات إرشادية وتوعوية بالسلامة المرورية، وعقد محاضرات في المدارس والجامعات. وينبه الأسبوع المروري من خطورة الحوادث المرورية على المجتمع، محذرا من مسبباتها من السائق والطريق والمركبة، فبناء على منظمة الصحة العالمية، فإن الحوادث المرورية تتسبب في مقتل أكثر من مليون شخص سنويا، وتصيب 38 مليون شخص (خمسة ملايين منهم إصابات خطيرة). وكشف تقرير إحصائي للإدارة العامة للمرور أن عدد الحوادث المرورية التي وقعت خلال العام قبل الماضي 1429ه بمختلف مناطق ومحافظات السعودية بلغ أكثر من 485 ألف حادث، راح ضحيتها 6485 شخصا أي بمعدل 17 شخصا في اليوم الواحد. وأشار التقرير إلى أن عدد المصابين من جراء تلك الحوادث بلغ أكثر من 36 ألف مصاب، وبلغت نسبة الحوادث الجسيمة 5 في المئة من إجمالي عدد الحوادث، وهناك 13 حالة وفاة لكل ألف حادث. ومن خلال تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية، سجلت السعودية أعلى نسبة وفيات بحوادث الطرق على المستويين العربي والعالمي؛ حيث وصل عدد الوفيات إلى 49 وفاة لكل 100 ألف من السكان تقدمت به على دول كثيرة من حيث عدد الوفيات لكل 100 ألف من السكان، مثل مصر 41 شخصا، وفي إريتريا 48 شخصا، وفي أفغانستان 39 شخصا، وفي تونس 34.5 شخص. وأعطت المنظمة السعودية خمس نقاط من عشرة في فعالية تطبيق حدود السرعة، واثنين من عشرة في فعالية تطبيق قوانين لبس الخوذة الواقية لراكبي الدراجات الهوائية والبخارية، وخمسة من عشرة في فعالية تطبيق وضع السائق لحزام الأمان، واثنين من عشرة في تطبيق قوانين ركوب الأطفال للسيارة. وقال تقرير للإدارة العامة للمرور في مارس 2009 إن السعودية شهدت 4.3 مليون حادث سير خلال ال19 عاما الماضية نتج منها 86 ألف وفاة و611 ألف إصابة، وأن 85 في المئة من حوادث السير في السعودية تعود إلى أخطاء بشرية من قبل السائق، نتيجة لارتكابه إحدى المخالفات المرورية، في حين يخرج 7 في المئة من المصابين من المستشفيات وهم يعانون شكلا من أشكال العجز بشلل رباعي أو نصفي. وأوضحت ورقة علمية ألقيت خلال اللقاء العلمي الذي نظمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم عن السلامة المرورية العام الماضي، أن مناطق مكةالمكرمة والرياض والمنطقة الشرقية في مقدمة ترتيب حوادث المرور لكل ألف شخص خلال الفترة من 1990 حتى 2008، إلا أنها لم تدخل في مقدمة ترتيب أعداد المصابين والمتوفين، فيما احتلت منطقة الحدود الشمالية ومنطقة الجوف ومنطقة تبوك المراكز الثلاثة الأولى من حيث عدد المصابين نتيجة لحوادث المرور، فيما سجلت منطقة الباحة أكثر أعداد المتوفين تليها منطقة الحدود الشمالية ومن بعدهما منطقة الجوف. وحذرت الدراسة من بلوغ رقم الوفيات 4.2 مليون شخص سنويا في عام 2030 لتصبح هذه الظاهرة خامس سبب للوفاة على المستوى الكوني في حال لم يتم اتخاذ التدابير المناسبة. وذكرت دراسة أعدها الدكتور حمود هزاع الشريف بعنوان (الآثار النفسية للحوادث المرورية) أن الآثار السلبية لحوادث السيارات ترتبط في أذهان الكثيرين بالخسائر المادية والآلام والإعاقات الجسدية فقط، أما الآثار النفسية فربما بسبب خفائها على الملاحظة الحسية المباشرة، فلا يلتفت إليها، ويتجاهلها الكثير حتى ممن لهم صلة من الباحثين. والذي يحسن التذكير به أولا هو أن “الجروح النفسية» التي تصيب الذين يتعرضون للحوادث المرورية قد تلازمهم زمنا طويلا جدا حتى بعد أن تشفى الجروح الجسدية وتتناسى آلام الخسائر المادية. وركز الباحث على مبحثين نفسيين رئيسين متعلقين بالآثار السلبية للحوادث المرورية. المبحث الأول متعلق بأثر الحوادث المرورية على اختلال شعور الفرد بالأمن النفسي، والمبحث الثاني يحاول تلمس أثر الحوادث المرورية كنوع من أحداث الحياة الضاغطة على صحة الإنسان النفسية والعضوية.