شاعر قصيدته نصفها ألم ونصفها الآخر حنين، يخبئ داخل قوافيه دمعة كبيرة، مدهش.. مربك و(شقي)، الغربة شكلت جزءا مهما من تجربته الشعرية؛ لذا دائما ما يكون الوطن والقرية “التهامية” حاضرة في شعره، من خلال كتابته الصحافية برهن أن المسافة بين “خفة الظل” والنفوس المتعبة ليست طويلة.. هذا هو الشاعر والصحافي علي السبعان.. الذي نوجز الحديث عنه بلغة لا تخلو من المحبة والإنصاف. في الرثاء.. لا شيء أعظم من فراق الأم، ولا شيء أصعب من رثائها، رحلة الألم في رثاء علي السبعان لأمه، إنه فارقها وهو لم يزل صغيرا، وظلت صورة أمه تسكن (برواز) ذاكرته شيئا فشيئا مع الأيام، حتى كبر، وكبر الشاعر داخله، فأحب أن يخبرها بأشياء في داخله منذ زمن، فحياها وكأنه يقف أمام باب غرفتها ليلقي عليها التحية ويطمئنها على ابنها الصغير الذي أصبح رجلا، خاصة أن كل أم عادة ما تكون أمنيتها أن يكون ابنها ذا شأن بين أقاربه؛ يقول: يا مسا الرحمات يا أزكى عطر أشمه يا ندى زهر الحياة اللي رشفتك طفلك أصبح رجل بين عيال عمه له عيون أشقر ويمنى ذيب تفتك ل.. الوطن كيف يغيب الوطن وهو حاضر بحنينه وحنانه في قصائد ابنه المغترب علي السبعان الذي كثيرا ما يخيل لنا ونحن نسمع براءة و(شقاوة) حديثه مع الوطن، أننا أمام شاعر حول وجع الغربة إلى تساؤلات وصراعات نفسية، وقاد النص ب(حرفنة) ليحوله من نص عتب ولوم إلى نص اشتياق ولهفة وطفولة وعيش و(جمايل).! ما وحشتك يا وطن؟ قل لي وحشتك قل علي السبعان هالجافي وحشني قل لي إني يوم أنا طفل افترشتك لين غطاني جميلك وافترشني قل لي إني عشت بك وأقول عشتك قل لي ارجع عيش بي وأقول عشني حزن روح الدعابة والنكتة التي يملكها السبعان دائما ما تتجلى في تعامله مع الناس، حتى يتهيأ لنا أن هنالك انفصاما في شخصية القصيدة لديه، إلا أن البيت القادم يحمل الجواب: كل يشوفك سمح خاطر ومزاح ما يعرفونك يوم ترخي الستاير!