* يطوفان في الممرات.. ترتفع وجوههما.. قاماتهما طويلة.. يحركان الضجيج.. حضورهما كبير.. كفوفهما مكان.. هكذا كان محمد الثبيتي “شفاه الله” وعبده خال في معرض الرياض الدولي للكتاب.. غائبان حاضران، شاعر يغيب بجسمه لمرضه.. وروائي حاضر في أعماله المتوجة برواية ترمي بشرر الفائز بجائزة “البوكر” العربية.. كأن زوار المعرض.. يصفقون.. يفرحون.. يرفعون أيديهم بالدعاء بالصحة ومواصلة العطاء.. والتنفس براحة. مثلما ينشد الثبيتي: صاحبي.. ما الذي غيركْ ما الذي خدر الحلم في صحو عينيك من لف حول حدائق روحك هذا الشَرَكْ عهدتك تطوي دروب المدينة مبتهجًا وتبث بأطرافها عنبرك صاحبي.. هل ستهجس بالحب - بين اتساع الحنين وضيق الميادين - لو طوقتك خيول الدرَكْ هل ستوقظ أنشودة الروح في غابة الخيزران الأنيقة لو أنكرت مظهرك صاحبي.. لا تمل الغناء فما دمت تنهل صفو الينابيع شق بنعليك ماء البركْ كأن الثبيتي وخال يتحركان في المعرض طوال الوقت ينتقلان بعدها إلى الندوات والفندق وصالاته والإيوان، يتجاذبان الحديث والحوار مع المشاركين والزوار، كأن الثبيتي يردد: سلام عليكَ سلام عليكْ. أيا مورقًا بالصبايا ويا مترعًا بلهيب المواويل أشعلت أغنية العيس فاتسع الحلم في رئتيكْ. سلام عليكَ سلام عليكْ أو خال يقرأ: أحب الإنصات لضجيج الحياة الصاخب حين تقف كل الشخصيات بتقاطعاتها وأحداثها في خلق عشوائية الحركة الظاهرية، بينما جميعهم يعزف لإيصال ضجيج الآلات قبل وأثناء وبعد العزف. إن القطعة الموسيقية ما هي إلا مجموعة لحظات تجمعت أثناء العزف، بينما هي حاضرة في الكون قبل اعتقالها وتسخيرها كقطعة موسيقية يمكن أن تسمع وتثير الشجن أو الإزعاج. لحظات الجنون تتولد كفعل غير متسق لكنه يمتلك منطقيته حينما يدخل إلى عالم الجنون، والجنون لحظة مقبولة لو أيقنا أن المصدر لتلك الأفعال مجنون، وكذلك الرواية هي أفعال تم تسجيلها في لحظة افتقار الحياة لحالة اتزان غير طبيعي. يقظة: احتفال بقامتي الثبيتي وخال بطريقة تلقائية من خلال معرض الرياض الدولي للكتاب يسجل لصالح وزارة الثقافة والإعلام، والعاملون، ودور النشر والزوار.