اعتذر المصري بهاء الدين قبيصي مدرب فريق النهضة الأول لكرة القدم لجماهير ناديه عمّا بدر منه تجاهها عقب الأحداث المثيرة التي صاحبت مواجهة الجبلين في دوري أندية الدرجة الثانية، مؤكدا أنها المرة الأولى التي يخرج فيها عن طوره طوال مشواره التدريبي بسبب الأجواء غير الصحية بالنادي – على حد قوله، وطالب المعارضين لسياسة رئيس النادي بالفصل في مشكلاتهم بينهم، وعدم إقحام الفريق وسط هذه المعمعة حتى لا يتأثر اللاعبون، مشيرا إلى أن خسارة الجبلين ستكون منعطفا حاسما للصعود. قبيصي اختار “شمس” ليوضح الحقيقة الكاملة، ويضع النقاط فوق الحروف في ثنايا الحوار التالي.. انتقدني أحد مشجعي النادي لحظة الخطأ غير المقصود من اللاعب باسم السليم ليحتسب ضدنا ركلة جزاء للخصم، لكني لم أتمالك أعصابي وأثر فيّ لتقع بيني وبينه ملاسنة حادة تطورت بعد المباراة مباشرة. وللمعلومية أشركت السليم مدافعا وهو في الأصل لاعب وسط لظروف الغيابات والإصابات لبعض المدافعين؛ حيث إن خالد العقيلي أجرى قبل أيام عملية جراحية “استئصال كيس دهني بالرأس” أما حسين الجويهر فهو مصاب بالسكري “شفاه الله” ومبتعد لأكثر من شهر. وكانت المباراة خطوة إيجابية نحو المنافسة على الصعود، ولو تتذكرون أن انطلاقتنا نحو مراكز المقدمة في الدور الأول كانت من مباراة الجبلين بحائل والتي كسبناها بثلاثة أهداف لهدف لنكسب بعدها أربع مباريات متتالية. ومن الطبيعي أن تحدث الخسارة، ولكن في ظل الظروف التي حلّت بنا قبل هذه المباراة وخسارتنا للنقاط أثّر في نفسيتي وجعلني أخرج عن طوري. * ولكن الخسارة لا تلغي أخلاقياتك كمدرب؟ الحمد لله أنا إنسان مؤمن بالله، وأخلاقي لا تسمح بارتكاب أخطاء مقصودة، ولكن كان موقفا عارضا جعل ذلك المشجع يتهجم وينتقد أسلوبنا بدلا من تشجيعنا. وشاهدنا جماهير العروبة بالجوف والجيل بالأحساء والنجمة بعنيزة تساند لاعبيها ومدربيها رغم الخسارة. ونحن نطلب من جماهيرنا الحضور للمؤازرة والدعم بدلا من الانتقاد غير المبرر خصوصا أننا نبحث مثل غيرنا عن الصعود. * ولماذا لم تعتذر للجماهير النهضاوية على هذا الخطأ؟ أحترم جماهير النادي وهم (فوق رأسي) وأتأسف عما بدر مني، وأتمنى منهم أن يلتفوا حول الفريق بعيدا عن مصلحة فلان على حساب آخر ويدعمونا أكثر. * هل يوجد خارج أسوار النادي من يتمنى عدم صعودكم بسبب وجود الرئيس مبارك الدوسري في منصبه؟ يفترض إن كانت هناك مشكلات بين رئيس النادي وأشخاص آخرين ألا يكون الفريق وسط هذه المعمعة. إذا صعد الفريق فسيحسب للجميع من إدارة وأجهزة فنية وإدارية ولاعبين وجماهير ولن ينسب لشخص بعينه. * هل صحيح أنك تنوي الاستقالة بعد خسارة الجبلين؟ بالفعل كانت لدي نية لتقديمها بعد الأحداث التي صاحبت مباراة الجبلين، حيث لمست أن الأجواء باتت مشحونة أكثر من قبل وليست صحية. ولكن عزائي الوحيد أننا قدمنا مجموعة جديدة وحققنا نتائج مرضية حتى الآن، ومتوسط أعمار أغلب اللاعبين من 18 إلى 25 سنة وبإمكانهم خدمة النادي سنوات طويلة. ونحن بشر نعمل وفق إمكاناتنا ولسنا ملائكة. نحتاج إلى تشجيع وليس لمن يسنّ سيفه ويضعه على رقابنا في حال تعادلنا أو خسرنا. وتراجعت عن الاستقالة تقديرا للنهضاويين وأبنائي اللاعبين، ورغبت في إكمال المشوار حتى النهاية لثقتي بنفسي قبل كل شيء. * كيف ترى واقع الفريق حتى الآن؟ أبديت ارتياحا في البداية حينما عرض علي تدريب النهضة خصوصا أن لدي خلفية متكاملة عن الكرة السعودية بعد عملي عشر سنوات متتالية في أندية مختلفة، وللمعلومية أن فريق الفتح عملت على إبقائه في دوري الأولى وتفريخ عدد من نجومه الحاليين قبل أن يتولى المهمة بعدي المدرب الحالي التونسي فتحي الجبالي. سياستي تركزت على تأهيل الصاعدين من درجة الشباب لأني أعرف كيف سيكون ولاؤهم للنادي من لاعبي الأندية الأخرى. * ماذا يشغل تفكيرك حاليا؟ ما يدور من أمور تشكيك بالرئيس واللاعبين يشعرني كمدرب بجو غير صحي وغير آمن. وأعتقد لو تدخل الرئيس في مشكلة أحداث مباراة الجبلين لتأزم الموقف أكثر، فانسحابه ينم عن عقلانية ودراية منه حتى لا يصطدم بالجمهور الغاضب وربما يصبح الضحية هو الفريق. نريد من النهضاويين الالتفاف حول الفريق ليحقق مبتغاه، وبعد شهرين ستكون هناك انتخابات لرئاسة النادي ومنها سيتحدد الرئيس الجديد، وربما أرحل أيضا من النادي، فكل شخص لن يأخذ من هذه الدنيا سوى نصيبه. * بماذا ترد على من يتهمونك كجهاز فني بإشراك لاعبين مصابين أو إجبارهم على مواصلة اللعب مثل الحارس عبدالله الغامدي؟ غير صحيح، نعترف بأننا نمر بظروف إصابات وغيابات، وإصابة الغامدي في مباراة الجبلين جديدة علينا، وسألناه إن كان قادرا على المواصلة أم لا فأكد لمدرب الحراس والدكتور مقدرته على المواصلة، رغم أننا نملك حراسا جيدين أمثال مليحان المليحان ووديع الخليف. ما يهمنا مصلحة اللاعب ولن أجازف بهم إطلاقا. * عانيتم من عدم وجود مهاجم (صريح) وبقاء بسام الهلال وحيدا في المقدمة.. لماذا لم تحل هذه المشكلة؟ نعم، لا يوجد لدينا لاعب هداف حقيقي رغم اجتهادات بسام الهلال، ولو توافر لي هذا العنصر لصعدت بالفريق منذ الدور الأول، فأغلب المباريات نسجل أهدافا ونفوت فرصا سانحة، ولو تلاحظون أن نسبة تسجيل الأهداف كانت من لاعبي الدفاع والوسط، وحاولت حل هذه المشكلة من خلال تنويع الهجوم من العمق والأطراف معتمدا على سرعة وانطلاقات الأجنحة، وقد أوصيت الإدارة بالتعاقد مع مهاجم هداف، ولكن الغالبية منهم يغالي في سعره لذلك سرنا بالفريق حسب إمكانات الإدارة المالية. * هل من كلمة أخيرة؟ أشكركم على الاستضافة، وأكرر اعتذاري الشديد لجمهور النهضة عما بدر مني، وأتمنى أن أسعدهم في نهاية المطاف، بإذن الله.