لم يعد منظر السيارات الخربة التي تتصدر الشوارع الرئيسية في العاصمة المقدسة أمرا غريبا، بل بات مألوفا وأكثر من عادي في صورة تشوه المنظر الحضاري للبلد، أمام ذلك لا تنفذ التعليمات بصرامة، وأصبح أمر ال15 يوما التي تمنح لصاحب السيارة المخالفة تحكمه المزاجية في أكثر حالاته. “يصرون على تركها على قارعة الطريق وفي مداخل الأحياء والأزقة”.. بهذه العبارة تحدث المواطن مازن عبدالله ليؤكد أن الإهمال هو الأساس من أصحاب تلك المركبات، ويضيف: “شوهوا منظر مدينتنا الجميلة، وهذه السيارات الخربة قد تكون مقصدا للمجهولين والعابثين بالأمن، فهي تشكل خطرا على السكان وعلى سلامة بعض الأطفال ممن يعبثون بها غير مدركين الخطورة التي قد يتعرضون لها من جراء ذلك”. ويشير عبدالعزيز بن شويش إلى أن السيارات الخربة أصبحت ظاهرة سلبية ومنتشرة، وقال: “من يترك سيارته بهذا الشكل يجب أن يعاقب بالغرامة الصارمة، ويجب على الجهات ذات الاختصاص المتابعة الجادة والمسح الشامل لجميع أحياء مكةالمكرمة ورفع هذه السيارات من المواقع وإزالتها من الشوارع والأحياء”.. مضيفا: “إنني أستغرب من تجاهل أصحاب السيارات الخربة للمنظر الجمالي لمكة وتسببهم بقصد أو من دون قصد في تشويه المنظر العام بهذه السيارات التي يصرون على وجودها في الأحياء السكنية على رغم تلفها وعدم إمكان إصلاحها، وعلى ملاكها إرسالها إلى الورش أو أماكن التشليح بدلا من ركنها في الشوارع والأحياء معرضين السكان لخطرها”. ويؤكد مروان السبيل أن هذه السيارات قد تستخدم بشكل خاطئ من قبل بعض المراهقين، فقد تكون مخبأ لعلب السجائر أو الحبوب المخدرة، وهنا يكمن الخطر الحقيقي منها، مطالبا الجهات الرسمية بتكثيف الرقابة وسحب المركبات ومعاقبة ملاكها. واعتبر عبدالله علي صاحب سيارة متهالكة مركونة في أحد الأحياء منذ ستة أشهر أنه لا يملك المال لإصلاحها وقد تركها على حالها ولم تتحرك أي من الجهات الرسمية وتسحبها، وأضاف: “أعي تماما أن هناك مخاطر من بقائها لكن ما العمل؟.. فلا حل لدي لذلك ركنتها وتركتها على أمل أن أتحصل على المال لإعادة الحياة لها من جديد”.