تفقد الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام أمس معرض الرياض الدولي للكتاب 2010 بمركز المعارض، وذلك الإطلاق الرسمي للدورة الجديدة للمعرض عند الثامنة مساء. وأشار وزير الثقافة إلى أن الجهات الأمنية ما زالت تباشر التحقيق في حريق خيمة النادي الأدبي بالجوف، وأنها مع إمارة المنطقة يتوليان الموضوع، وقال: “لا أريد أن أسبق الأحداث، وبعد أن ينتهي التحقيق ومباشرة الجهات المختصة سنرى من كان وراء الحدث، والجهات تقوم بواجبها”. مؤكدا حماية الدولة لكل المؤسسات والأفراد بما فيها المؤسسات الثقافية. وذكر خوجة أن: “السوق السعودية والأجواء المهيأة للناشرين في معرض الرياض الدولي للكتاب أتاحت مشاركة عدد كبير منها هذا العام، بالإضافة إلى سقف الحرية” آملا أن يتيح معرض العام المقبل 2011 مساحة للناشر الإلكتروني وسط هذا الكم الكبير من دور النشر. وعبر خوجة عن انطباع رائع بما اطلع عليه من جهد من الوكلاء ورئيس المركز، وأشار إلى أنه رأى عملا متقنا، وقال: “أتوقع أن يكون معرض الكتاب كما تعود الزوار والقراء وجميع طالبي المعرفة ودور النشر والمشاركين، وسيلقى نجاحا كبيرا”. وثمن خوجة مشاركة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لتدعيم مفهوم الحوار، واعتبرها فرصة طيبة يلتقي فيها المثقفون في المعرض من مختلف الأعمار والتيارات، مشيرا إلى أن التحاور ظاهرة صحية تعزز ما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين في نشر ثقافة الحوار، وأكد أن خادم الحرمين وراء كل حركة فكرية وثقافية، ويبذل جهودا لكل ما فيه مصلحة الفكر والثقافة للوطن بمختلف مؤسساته التعليمية والثقافية. وأشار في نهاية حديثه إلى أن المعرض منتدى حقيقي للفكر والتجمع الثقافي وحدث اقتصادي واجتماعي وثقافي وعرس وطني. يستمر معرض الرياض الدولي للكتاب عشرة أيام بمشاركة أكثر من 650 دار نشر من 30 دولة بينها دول عربية عُرفت بازدهار حركة النشر في مكتباتها كالأردن ولبنان وسورية، ودول أجنبية كأمريكا وبريطانيا والسويد وإيران وقبرص والهند، فيما تحل السنغال بثقافتها وتاريخها العريق ضيف شرف على المعرض. برنامج متوازن وأشار الدكتور عبدالله الجاسر، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية والمشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب في تعليقه على الفعاليات المصاحبة، إلى أن الوزارة سعت إلى إعداد برنامج متوازن ومتعدد يستند إلى رؤية شاملة وعميقة لمفهوم الثقافة، ويعكس التطور الذي تشهده السعودية في الجوانب الثقافية والفكرية. وتعتزم وزارة الثقافة والإعلام أن تنتهز فرصة المعرض لتكريم رواد ورائدات المنتديات الثقافية الذين رفدوا المشهد الثقافي السعودي، وأسهموا في تنشيط حراكه الأدبي والفكري من خلال الأمسيات التي أقيمت في صالوناتهم الرائدة، ومن هؤلاء جعفر الشايب وراشد آل مبارك وسارة الخثلان وسلطانة السديري وعبدالمقصود خوجة وعدنان العفالق. 60 باحثا ومن المتوقع أن يشارك في المعرض أكثر من 60 باحثا وباحثة ينتمون إلى مناطق جغرافية متباعدة، إلى جانب مشاركة السنغال، ضيف الشرف، التي أعدت مجموعة من المحاضرات والندوات تتناول في مجملها تقاطع البعدين الإسلامي والإفريقي في ثقافتها والروابط التاريخية التي تجمعها بالعالم العربي، إضافة إلى عرض مصوّر للتراث السنغالي الزاخر. قرارات بالمشورة وأكد الجاسر حرص الوزارة على أن يتجاوز دور المعرض بيع الكتب واقتناءها، وأن تتكلل جهودها بتحويله إلى محفل ثقافي دولي يعكس الصورة الزاهية للثقافة السعودية، مشيرا إلى أن الوزارة أدت دورها الرقابي على عناوين الكتب الواردة ضمن المعايير العامة التي لا تخضع للاجتهادات الفردية والأمزجة الشخصية بل احتكمت في قراراتها إلى مشورة عدد من المتخصصين والباحثين المتعاونين مع إدارة المعرض. كما نفى الجاسر أن تكون الوزارة مارست أي نوع من الإقصاء أو الحظر العشوائي، مؤكدا أن أبواب المعرض مفتوحة للجميع دون استثناء. لا تدخلات من جهة أخرى، أكدت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض على لسان متحدثها الرسمي الدكتور تركي بن عبدالله الشليل، أن أفرادها لن يتدخلوا في عملية سحب الكتب أو مصادرتها من المعرض، مشيرا إلى أن إدارة المطبوعات بوزارة الثقافة والإعلام هي الجهة الوحيدة المخوّلة بهذا الإجراء، على أن يقدم المعرض آلية واضحة لزوار المعرض تمكّنهم من تقديم مقترحاتهم وملاحظاتهم على الكتب المعروضة وتدوينها في استمارات مخصصة تسلّم إلى إدارة المطبوعات تحديدا. وأضاف الشليل أن جميع أفراد الهيئة المكلفين في المعرض يتمتعون بخبرة وثقافة ومعرفة تمكنهم من التعامل مع هذا المحفل المهم، وسيحملون بطاقات تثبت هويتهم النظامية، مشيرا إلى أنهم عقدوا ورشة عمل لمدة يومين لدراسة آلية العمل التي ستنتهجها الهيئة في المعرض بما يتناسب مع أهدافها العامة مع الالتزام الكامل بالتعليمات الشرعية والأنظمة المرعية المعمول بها.