يشهد عدد من المناطق نشاطا متواصلا لدعم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير فرص العمل لهم حسب أنواع الإعاقات التي يتعرضون لها؛ ففي جدة نظم مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرعاية الأطفال المعوقين، صباح أمس “برنامج ساب لتوظيف المعاقين” الذي شهد حضورا كبيرا من المؤسسات الحكومية والخاصة والشركات ومعاهد التدريب التي ترغب في توظيف سيدات من ذوات الاحتياجات الخاصة، كما شهد أيضا حضور عدد كبير من السيدات ممن لديهن إعاقات مختلفة ويرغبن في الحصول على فرص وظيفية تتناسب مع قدراتهن وإمكاناتهن. وكان الحضور متوسطا من قبل الفتيات اللائي يطلبن الوظائف، ويعود ذلك لعامل الوقت، حيث كان التقديم في الفترة الصباحية، بعكس تقديم الشباب في الملتقى الأول الذي كان في الفترة المسائية، وبلغ عدد المتقدمين فيه ما يقارب 78 شابا، في حين تقدمت بالأمس 30 فتاة تقريبا، وكان هناك عشر شركات لاستقبال طلبات الوظائف. وأوضح الدكتور عثمان هاشم مدير مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرعاية الأطفال المعاقين بجدة، أن التوقيت كان له دور في قلة حضور المتقدمات، إلا أنه قد يكون في المرة القادمة بشكل عكسي، بحيث يكون الشباب في الفترة الصباحية والفتيات في المسائية، مشيرا إلى أن ذلك يحدث على سبيل التجربة، وأنهم يقومون يوميا بتحويل عدد من ملفات المتقدمين والمتقدمات للشركات لمساعدتهم في الحصول على وظائف، مؤكدا أن دور المركز لا يقتصر في هذا الجانب على يوم الملتقى فقط الذي يعد برنامجا منفذا من قبل ساب. فرص متعددة ومن جانب آخر، لاحظت “شمس” توافر الكثير من الفرص التي تقدمها الشركات لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث إن غالبيتهم من حملة الشهادة الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية، كما توجد أربع فتيات من حملة الشهادات الجامعية يبحثن عن الوظائف من خلال التقديم في الشركات الموجودة، وعزت الكثيرات منهن تدني مستوياتهن التعليمية إلى ظروفهن الصحية التي لم تساعدهن في إكمال المشوار التعليمي. وكانت أكثر الفتيات المتقدمات للبحث عن وظائف يحملن في أجندتهن كثيرا من الدورات في الكمبيوتر رغبة منهن في تعويض النقص الأكاديمي ومواكبة العصر الحديث واشتراطات الوظائف بإجادة الكمبيوتر، وكان أكثر ما تشكو منه المتقدمات عدم توافر الوظائف وعدم تأمين الشركات لحاجات ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى ضعف الرواتب. وقد أوضحت مرام الجمعان (23 سنة) تحمل مؤهلا ابتدائيا وتعاني إعاقة حركية، أنها منذ عامين تبحث في كل مكان عن وظيفة، إلا أنها لم تجد أي قبول في أي مكان، ودائما ما تسمع كلمات اعتادت على سماعها ووعود بأنهم سيعاودون الاتصال بها، ولا أحد يفي بوعده، غير أنها تؤكد أنها ستواصل التقديم ولن تفقد الأمل في الحصول على وظيفة. وأكدت مشاعل عسيري (20 سنة) وتحمل المؤهل الابتدائي، أنها لا توافق على وجود الاختلاط في الوظيفة التي ترغب في الحصول عليها، كما أوضحت والدتها أن ابنتها تخجل كثيرا، وأنها المرة الأولى التي تبحث فيها عن وظيفة بعد أن ملت جلسة المنزل، مشيرة إلى أنها حصلت على دبلوم كمبيوتر. ومن جانب آخر، أكدت نهى شكري اختصاصية التوظيف في “باب رزق”، أن لديهم ثلاث سبل للتوظيف هي: التوظيف المباشر والتدريب المنتهي بالتوظيف والمشاريع، مشيرة إلى أنهم لا يشترطون مؤهلات معينة، سواء لذوي الاحتياجات الخاصة أو الأصحاء، لافتة إلى أن هناك وظائف شاغرة تستوعب عددا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتلقوا أمس طلبات أكثر من 22 متقدمة بعضهن من حملة الشهادة الجامعية. 77 كفيفة يُلوّنّ حياتهن بالأمل وفي المنطقة الشرقية، أطلق برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، أمس الأول، أول نادٍ للكفيفات من نوعه على مستوى المنطقة، يضم 77 كفيفة، تم تقسيمهن إلى ثلاث مجموعات لجميع الأعمار والجنسيات والدرجات العلمية، بواقع مجموعة لفئة الأطفال ومجموعتين للكبار، وسيتم إثر ذلك تنفيذ الكثير من النشاطات الحركية والحسية والرحلات الميدانية لهن ومنحهن الحرية الكاملة في استخدام معامل الحاسوب التابعة للبرنامج خلال أوقات الفراغ، كما سيتم تخصيص مسار حسي للمكفوفات داخل مرافق مبنى البرنامج الكائن بالدمام، إضافة إلى إطلاق مشاريع ربحية يعود ريعها للكفيفات. وأوضحت منى الطعيمي مديرة القسم النسائي ببرنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، أن الهدف من إطلاق النادي هو أن يكون للكفيفات ملتقى دائم للقراءة وتبادل الآراء والحوار وتنمية الشخصية وإبراز المواهب، لافتة إلى أنه سيتم تنفيذ حزمة من البرامج ضمن الخطط القادمة، منها برنامج للاعتماد على الذات والتعرف على وسائل السلامة ودورات في فن الطبخ. وأشارت إلى أن الكثير من البرامج تختص بالتدريب على المهارات الحياتية، وأضافت أنه تم إعداد كل التجهيزات اللازمة أكاديميا ومعرفيا وفنيا، وقالت: “لدينا فريق موظفات مطّلع وباحث عن المعرفة في كيفية التعامل مع المكفوفات، وفريق متطوعات من نساء المجتمع تم تدريبهن على أساليب القراءة للمكفوفات والتعامل معهن، فالدورات الحاسوبية ستة أشهر تتخللها عشر دورات تهدف إلى التأهيل الوظيفي”. كما أوضحت زينب الفارس رئيسة فريق المتطوعات، أن العالم يشهد تحولات اقتصادية وسياسية تستوجب البحث عما يكتنزه من مخزون إنساني، ولابد من بلورة ثقافة المجتمع واكتشاف مدى قدراته على مواجهة التحديات، فالعمل التطوعي اختيار يقدم عليه الفرد بدافع ذاتي لخدمة مجتمعه”. واعتبر عدد من الكفيفات إطلاق هذا النادي بمثابة طوق النجاة الذي ينتشلهن من عالم الوحدة، ويضيء لهن شمعة أمل في سماء حياتهن التي تلونت بلون واحد، وتحدث عدد منهن عن أسباب فقدانهن للبصر وتعايشهن مع ذلك، حيث تقول العنود عبدالرحمن: “كان تآكل الشبكية سببا في فقداني البصر، وحاولت التوجه للعلاج بالخارج وذهبت إلى ألمانيا وتايلاند إلا أن حالتي مستعصية”. أما وعد العبدالعالي (14 عاما) فتعزو فقدانها البصر إلى ارتجاج في العين، وتقول والدتها: “أساليب العلاج في السعودية لا تزال ضعيفة الإمكانات، فتوجهت بها إلى أمريكا وتحسنت تدريجيا، والسبب هو انفصال في الشبكية”. وللأسباب الوراثية، حضور واسع بين أسباب الإصابات، فعبير البالغة من العمر 27 عاما، تقول: “أنا وأخي مصابان بالعمى، وتخطينا الكثير من الصعوبات، حتى أصبحت أعمل مشرفة على فصول الدمج بمدرسة متوسطة في سيهات”.