بعضنا يفرح كثيرا بعروض الدقائق والرسائل المجانية التي تقدمها شركات الاتصال لعملائها بحكم أنها ستزيد من مساحات التواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء؟ لكن فلنسأل أنفسنا: هل يمكن أن تكون الاتصالات الهاتفية والرسائل النصية هي وسيلة تواصلنا الوحيدة مع الآخرين؟ هل يمكن أن تكون ناقلة حية لمشاعرنا وأحاسيسنا تجاه بعضنا بعضا. للأسف بعضنا اعتمد عليها اعتمادا كليا في حياته، ليس في تواصله مع البعيدين عنه، بل مع أقربهم ومن يسكنون معه في مدينة واحدة وأحيانا في حي واحد، حتى أصبح الأمر روتينا دون مشاعر ودون دفء، وهذا ما سيصنع بعد فترة نوعا من الجفاء أو الفتور في العلاقات. أنا لا أنتقد الاتصالات الهاتفية أو الرسائل النصية أو الإلكترونية في حد ذاتها لأنها معينات فقط.. ولكني أنتقد الاعتماد عليها كليا كوسيلة لصلة الرحم والتواصل. لذلك فعلينا أن نخصص يوما ولو في الشهر لتجديد علاقاتنا ببعض الزيارات القصيرة لأكبر عدد من الأقارب أو الأصدقاء أو التجمع معا في مكان محدد. وبذلك يمكن أن نحافظ على دفء العلاقات والحميمية فيها. الأمر ليس عسيرا، بل يحتاج إلى قليل من التنظيم لأجندتنا وحتما نستطيع أن نوفر وقتا لتلك الزيارات.