لا حديث يعلو هذا الأسبوع على حديث ديربي العاصمة الذي يبدو أن نتيجته لن تمر كمرور الماء من تحت الجسر، وبالذات في الجانب الهلالي الذي لا يزال مسيروه وأنصاره لم يستوعبوا أن النصر عاد لتنكيد مسائهم، كما كان يفعل من قبل، والدليل تصريح مدربه السيد جريتس قبل آخر مباراة جمعت الفريقين، عندما هدد بالانتقام من النصر، نظرا لأنه تجرأ وتعادل مع فريقه في مباراة الدور الأول، لكن شبان النصر وضعوا تصريحه في الهامش الصغير على مشهد من الملأ.. في الجانب الآخر، يرى بعض النصراويين، مباراة مساء غد أنه فرصة لعقاب الهلال على حرمانه لفريقهم من نقطتين مستحقتين في مباراة الدور الأول، استنادا إلى مرجحات التاريخ ومعطيات الواقع، فهؤلاء يرون أن نصرهم يتفوق على خصمه بالمهارة والسرعة وديناميكية الأداء.. مباريات الكؤوس لها شطحاتها التي قد تأتي بغير المتوقع، فكيف بمباراة الغد وهي مباراة خروج المغلوب ولقاء ديربي عاد له وهجه وإثارته بعودة النصر التي أعادت لديربي العاصمة الروح بعد غيبوبة طويلة.. الهلال يلعب بالهيبة التي لا يعرف بعثرتها إلا النصراويون، وببعض مفاتيح اللعب التي ما إن يتم تعطيلها حتى يصبح فريق الهلال بلا هوية، كما حدث في آخر لقاء بين الفريقين. في الجانب الآخر، يتميز النصر بواقعية مدربه التي يتخلى عنها في بعض اللقاءات لأسباب لا تزال مجهولة، وبحيوية لاعبيه وسرعتهم في الأداء، فالنصر يعتمد على سرعة الأداء، سواء في الجانب الدفاعي الذي يرتكز على تخريب العمليات الهجومية لخصمه بالضغط المتواصل على حامل الكرة، أو في الشق الهجومي المبني على الارتداد السريع المربك لدفاعات الخصوم.. الجانب النفسي سيكون هو العامل المرجح في مساء غد، فالجانب الهلالي سيتكئ على هيبته التي كبرت في زمن غياب النصر، بينما في النصر سيعتمد مسيروه على الواقع المعيش، مع تفعيل الكثير من عمليات التحضير النفسي التي يعرفون أسرارها منذ زمن الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود، والتي يبدو أن عامر السلهام نائب الرئيس وسلمان القريني المدير العام للكرة، قد حفظاها عنه، رحمه الله، فقد أثبتا أنهما تلميذان نجيبان في تطبيق فلسفته النفسية بتميز لا حدود له، فالنصر ظهر في مواجهة الهلال هذا الموسم ثابت الخطى مرفوع الهامة.. لا أحد يستطيع التكهن أين سيكون الفرح في ضاحية العريجاء مساء غد، هل يكون شرقا حيث معقل الزعيم، أم يكون غربا حيث صرح العالمي ومهوى أفئدة عشاق الشمس، فليس للفرح غدا منطقة وسطى، فإما شرقا وإما غربا، الفائز سيذهب إلى ملاقاة فريق نجران على الأرجح، بينما سيخرج الخاسر من بطولة، سيتوج الفائز بها بأكاليل فرح الوطن المنثورة في أرجائه بعودة ولي العهد سليما معافى بعد غيبة أوجعت حتى تراب الوطن.