أثار قرار وزارة التربية والتعليم بتمديد الدراسة لطلاب المرحلة الابتدائية خلال الأسبوعين القادمين بدءا من اليوم ردود أفعال متباينة وسط الطلاب وأولياء أمورهم, في الوقت الذي سجلت بعض المدارس خلال الأسبوع الماضي نسب غياب كبيرة بلغت في بعضها نسبة 100في المئة, وتساءل بعض أولياء أمور الطلاب عن كيفية صدور هذا القرار في الوقت الذي يخوض فيه طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية اختباراتهم في الوقت نفسه، بينما تخوف بعضهم من خطر دوام أبنائهم خلال هذه الفترة التي تزيد فيها نسبة المشكلات والحوادث من قبل طلاب تلك المرحلتين، خاصة بعد نهاية اختباراتهم وما قد يسببه خروج هؤلاء الطلاب على أبنائهم من خطر محتمل. غياب مؤكد يقول ولي أمر الطالب حسام الغامدي إنهم مستغربون من صدور هذا القرار في هذا الوقت المتأخر من نهاية الفصل الدراسي الأول، وأضاف: “نحن نعلم جيدا أن الغياب بدأ في المرحلة الابتدائية من الأسبوع الماضي، وبدأ الطلاب يتغيبون عن المدرسة بسبب إنهاء بعض المقررات الدراسية والانتهاء أيضا من عملية التقويم، فكيف يأتي هذا القرار بإلزام الطلاب بالحضور في الأسبوعين الأخيرين؟ والواقع يقول غير ذلك إذ إن المدارس جميعها ستسجل نسبة غياب كبيرة. وأضاف الغامدي: “علمت أن ابني متقن للمهارات جميعها في المواد الدراسية كلها، وبالتالي فحضوره في هذين الأسبوعين الأخيرين لن يضيف شيئا له من خلال عملية التقويم، لاسيما أن الحضور من قبل الطلاب سيكون ضعيفا وضعيفا جدا”. وعن إمكانية حضور ابنه في هذين الأسبوعين قال: “نحن مشغولون الآن بتدريس أحد أبنائي الكبار في المرحلة المتوسطة في هذين الأسبوعين، وهي فترة استنفار، وبالتالي فإنه يقل الاهتمام جدا بابني الأصغر في المرحلة الابتدائية، ومن هنا فإن نسبة غيابه في هذين الأسبوعين واردة وبشكل كبير”. حجب النتائج غير ملزم ولي أمر طالب آخر يرفض حضور ابنه خلال هذين الأسبوعين، ويقول: “إذا كان الغياب بدأ في بعض المدارس من الأسبوع الماضي فكيف يأتي هذا القرار باستكمال الدراسة خلال هذين الأسبوعين والطلاب غير موجودين؟، ويضيف: “حجب نتائج الطلاب إلى ما بعد هذين الأسبوعين غير ملزم لأبنائنا الطلاب بالحضور، فنتيجة أبنائنا معروفة مسبقا لنا من إيحاءات المعلمين بنجاح أبنائنا خلال هذه الفترة”. ويؤكد ولي أمر طالب آخر أن حضور أبنائهم في الفترة الحالية خطير بسبب انشغال طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية باختباراتهم، وما قد يصاحب هذه الامتحانات من حدوث بعض المشكلات، ويقول: “من الممكن الاستفادة من هذا القرار لأولئك الطلاب غير المتقنين لبعض المهارات، وخلال الأسبوعين القادمين قد يتمكنون من إتقان هذه المهارات”. استكمال المهارات الدراسية ومن جانبه يؤكد الدكتور فهد الطياش المشرف العام لإدارة الإعلام التربوي المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم أن غياب الطلاب في هذين الأسبوعين الأخيرين لا يعني حضور آخرين منهم للمدرسة، ويقول: “الهدف من مواصلة الدراسة خلال هذين الأسبوعين هو الحرص الكامل على استيفاء أبنائنا الطلاب العلوم والمهارات المطلوبة كافة في كل مادة دراسية، وبالتالي توجب علينا كوزارة أن نقوم بواجبنا من هذا المنطلق, فنعلم أن هناك تفاوتا في القدرات الاستيعابية والاتصالية، وهناك فروقا فردية في التحصيل الدراسي بين الطلاب، وهناك من يحققها في وقت قياسي ومنهم من يتأخر، وبالتالي فإن هذين الأسبوعين الأخيرين فرصة كبيرة لاستكمال هؤلاء الطلاب لبعض المهارات الدراسية، كما أنها فرصة أخرى لتعزيز المهارات المطلوبة أيضا, ومن هنا فإنه من الضروري أن تستكمل الدراسة في هذين الأسبوعين تعويضا عن الأسبوعين اللذين تم تأجيل الدراسة بهما نتيجة الحرص والوقاية من إنفلونزا الخنازير”. وعن التأخر في صدور القرار إلى هذا الوقت، ذكر الطياش: “هذا دليل على أن الوزارة متابعة لما يدور في المدارس والفصول الدراسية بدقة عالية للتأكد من تحصيل الطلاب لهذه المهارات، فتوجب علينا استكمال الدراسة في هذين الأسبوعين, وعندما علمنا بحاجة الطلاب لهذين الأسبوعين قررنا الدراسة فيهما”. وبالنسبة لتوقع حالات الغياب الذي ستشهدها المدارس خلال هذين الأسبوعين، قال: “أنا متأكد أن الغياب حالات استثنائية، والمدارس أدرى بمدى تحصيل طلابها للمهارات المطلوبة من عدمه، ونحن نعلم حرص ووعي واهتمام المدارس والآباء بأهمية وضرورة التعلم للطلاب والنتيجة ستسلم في نهاية الفترة”.