“آراء وأصداء” منبر للقراء يتناول مختلف القضايا والاهتمامات، وهي صفحة مفتوحة لكل صاحب فكر ورأي وموهبة للكتابة وإبداء الرأي فيما ينشر ويبث عبر وسائل الإعلام المختلفة.. ويمكن التواصل مع الصفحة عبر البريد الإلكتروني بمجرد سماع البعض لمشاكل الشباب فإنهم يرجعون السبب لعاملين، أولهما أوقات الفراغ لدى الشباب، وثانيهما ضعف الوازع الديني. فالتفحيط وتعاطي المخدرات والمعاكسات على سبيل المثال سببها على حد قولِ البعض فراغ الشباب وضعف الوازع الديني. بل إن من أرجع مشكلة التشدد إلى السببين كليهما. ورغم اقتناع البعض بالتأثير القوي لهذين العاملين على مشكلات الشباب كلها إلا أنني اختلف معهم. دعونا نقف أولا عند السبب الأول وهو وقت الفراغ، فالله سبحانه لم يخلق للإنسان ساعات فارغة ولم يلزمه بالجلوس فارغا، بل خلق زمنا معينا لكل يوم، وجعل الإنسان يقرر كيف يستخدمه، فالإنسان هو من يصنع وقت الفراغ ، فالمفحط “يفرغ” وقته من أجل ممارسة التفحيط، والمدمن أيضا “يفرغ” نفسه لتعاطي المخدرات، والشيء نفسه لمعظم مشكلات الشباب، فكيف نضع اللوم على وقت نحن صنعناه.؟! فالوقت الذي ينسب إليه سبب انحراف الشباب هو الوقت نفسه الذي ربما مدحه البعض إذا قرأ الشاب كتابا أو مارس نشاطا مفيدا. أما ضعف الوازع الديني فمن وجهة نظري أن الشاب هو المسؤول عنه أيضاً.. فالضعف نتج بسبب بعده عن التثقيف في أمور الدين، فقراءة القرآنِ مثلا قد تمنعه من الوقوع في الأخطاء. وعندما نبحث عن أسباب عدم تثقف الشباب في أمور الدين هناك من يرجع الأمر إلى انشغال الشباب، وهو السبب الذي يتناقض مع زيادة (وقت الفراغ). خُلاصة القول يجب أن نبحث عن المشكلات الحقيقية لمشكلات الشباب والتي تتلخص في عدم استغلالهم لوقتهم بالشكل المناسب. وأوقات الفراغ الكثيرة وضعف الوازع الديني كلاهما يستطيع الشاب التخلص منه بمعادلة بسيطة وهي: “تثقيف النفس بأمور الدين أثناء وقت فراغه”.