لكل منا إدراكاته اللاحسية التي تولد مشاعر وأحكاما بعيدة كل البعد عن الحقيقة عند التعامل مع بعض الأشخاص أوالمجتمعات أو نظرته لهم. ولا ينفك هذا الإدراك عنا بل نبدأ في استخدامه في تقييمنا للمواقف والأشخاص. على سبيل المثال يقابلك شخص من جنسية معينة اشتهر بعض أفرادها بالفساد فتبدأ في إسقاط إدراكك الحسي السابق والمخزن في عقلك الباطن على هذا الشخص، متناسيا أن هناك من أبناء جلدته من أنار العالم بعلمه وورعه وتقواه، ويقابلك أشخاص من جنسيات أخرى أشيع عنهم ما أشيع من صفات فيحدث الشيء نفسه من الإسقاطات السلبية، متناسيا أن فيهم من سطر التاريخ أمجادهم البطولية. ولكنني أتساءل من أين جئنا بهذه الإدراكات التي لا تعيش إلا في عقول تعتقد أنها منزهة عن الأخطاء، وتتخذ من أخطاء أو سلبيات الآخرين مدعاة للسخرية وإطلاق الأوصاف غير اللائقة و”النكات” ليضحك السفهاء منها. كيف نستطيع أن نمحو من جماجمنا تلك الأوهام لنستطيع أن نتعايش مع عالمنا المحيط بنا بشفافية وموضوعية أكثر، على افتراض أننا نتكلم عن مشاعر وليست مسلمات ونظريات؟ سأوفر عليكم عناء البحث عن إجابات وأساليب لعلاج هذه المعضلة وسألخص بعضها هنا: - عند مرورك بموقف أو اجتماعك بشخص ما، ويبدأ عقلك الباطن بإسقاط ما فيه عليهم ابدأ بترديد (هؤلاء أفضل قوم) عشر مرات وستلاحظ أن إسقاطاتك وإدراكاتك السابقة تلاشت، وإن لم يحدث كرر تلك العبارة مرات أكثر. - ضع تحويلة بالقرب من فتحات مخك حتى تذهب تلك الإدراكات إلى أقرب مرمى للنفايات. -استعرض أبرز الشخصيات والعظماء لدولة أولئك الأشخاص عند مقابلتك لهم.