قبل أن يجف مداد التقرير الأخير الذي نشرته منظمة الصحة العالمية بشأن انحسار مرض إنفلونزا الخنازير الذي أثار الفزع في كافة أنحاء العالم وأدى إلى وفاة أكثر من 14 ألف شخص، بادر جيرمي لورانس محرر الشؤون الصحية في جريدة (إينديبندنت) البريطانية إلى نشر تحذير جديد أصدره بعض العلماء عن قرب انطلاق أوبئة فتاكة من الأنواع التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان وعلى رأسها فيروس (HV) الذي ينتقل من الفئران. ولقد أكدت الجهات المعنية أن 45 مرضا على الأقل انتقلت من الحيوان إلى الإنسان من جراء التمزق البيئي والاحتباس الحراري الذي تشهده الكرة الأرضية وزيادة الأماكن الحضرية التي تؤوي أعدادا كبيرة من البشر. وأوضحت إحدى الباحثات بواشنطن أن التحولات الأخيرة في تاريخ الإنسان لعبت دورا مهما في انتشار الأمراض، خصوصا من ناحية العولمة والتحول الإيكولوجي واستخدام الأرض وطرق الزراعة. ويعتبر الأيدز (HIV) من أشهر الأمراض التي انتقلت من الحيوان في الأعوام الأخيرة الذي بدأ في الانتشار من غرب إفريقيا عبر الشمبانزي وأدى إلى مصرع أكثر من 25 مليون شخص عبر العالم. وهناك أيضا الأمراض التي انتقلت من الطيور والخنازير والأغنام. وتستعد الفئران الآن لإطلاق فيروس (H A NT A VIRUS) الذي يؤدي إلى الإصابة بالحمى والرشح وصعوبة التنفس ويقتل أربعة من كل خمسة مصابين من جراء النزيف الداخلي. ولا يوجد له أي علاج منذ أن تم اكتشاف أول حالة عام 1993. ولحسن الحظ فإن انتشاره ما زال محدودا؛ حيث يتراوح عدد الضحايا بين 60 و150 ألف في العام، وتركز في السويد وجنوب غربي أمريكا. وتكمن مشكلة هذا الوباء في قدرته على الانتشار في أي لحظة عندما تتوافر متطلبات ذلك عند حدوث زيادة كبيرة في أعداد الفئران، خصوصا في المدن المزدحمة بالسكان؛ ما يؤدي إلى احتكاكها بالإنسان. وأشارت بعض الأبحاث إلى أن الحل الوحيد لمواجهته هو الاستفادة من بعض أنواع الفئران التي لديها مناعة ضد الفيروس وزيادة تكاثرها لتخفيف نسبة انتشار المرض.