لفت الشيخ الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام النظر إلى أهمية محاسبة النفس والوقوف عند الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الفرد، مشيرا إلى أنها تعود على الأمة بالكوارث والابتلاءات. وأوضح خلال خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس أن آثار الذنوب والمعاصي ليست قاصرة على حوادث ظاهرة أو كوارث حادثة، مضيفا أنها موجودة في طبقات المجتمعات ولا تختص بفئة ولا تقتصر على طبقة يغفل كثير من الناس عن ملاحظتها والتنبه لها. وبين أنه إذا تمت ملاحظة ذلك زال الوهم أو التوهم بأن المصائب تنزل على من لا جريمة له أو تقع على من لا ذنب له، وأضاف أن مما يثيره بعض أهل الغفلة والجفوة قولهم لم لا نرى أقواما وديارا وأهل فسق ظاهر وفجور بيّن لا تنزل بهم هذه الكوارث، وهذا من أشد الغفلة والجرأة على الله وأقداره، ومع هذا كله فلا ينكر أن للأحداث والنوازل والظواهر الكونية أسبابها الظاهرة وتفسيراتها العلمية، وحذر من الركون إلى ذلك مما يفوت العظة ويقلل من الاعتبار، فالأسباب من ورائها ربها ومسببها والحاكم عليها سبحانه عز شأنه إذا أراد شيئا هيأ أسبابه ثم رتب عليه إن شاء نتائجه. وأشار إلى أن نظرة المؤمن للكوارث والأحداث ومتغيرات الكون يجب أن تكون نظرة إيمان وتوحيد وعبادة تجمع بين التسليم بالأقدار والرضا بالمقادير والأخذ بالأسباب. وأبان أن ما يجري من حوادث ونوازل وآيات لا تملك لها البشرية ردا أو صدا، وأن من الغفلة أن تصرف مقاصد الواعظين إلى ألوان من الانتقاص أو التسفيه أو التشكيك في النوايا والمقاصد، والأشد والأنكى أن يوصف الوعظ بأنه إرهاب فكري أو أنه تمرير للفكر المتطرف، وتزداد الغفلة وتشتد في القلب القسوة وتعظم في الدين الجفوة حين يوصف التفكير بالله والتحذير من آياته ونذره بأنه توظيف للدين واستغلال للنصوص، وتساءل قائلا: “هل بلغت القسوة بل هل وصل الجهل إلى هذا الحد؟”. وفي المدينةالمنورة حذر الشيخ حسين آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي من تحكم الشهوات المحرمة والملذات الممنوعة بالعبد، مما يجعله يتخذ هواه إلها يعبد، فهو متعبد لهواه حبا وخوفا ورجاء ورضاء وسخطا وتعظيما وذلا، فإن أحب أو أبغض أو أعطى فلهواه ليس إلا، تمكن منه هواه فسيطر عليه سيطرة المقاتل على أسيره. وأضاف: “من المناهج المفسدة للدين والمضلة عن الصراط المستقيم اتباع الناس أهواءهم دون الالتزام بشرع الله وسنة رسوله”، وأوضح أن من ينظر اليوم ببصيرة مستنيرة بنور القرآن والسنة يعلم ما حل بالقلوب والعقول وما وقع فيه الأفراد والمجتمعات نتيجة لاتباع الأهواء في كثير من الأوضاع والأحوال من غير أن تحكم بميزان الشرع وهدي السنة، مؤكدا أن هذا هو سبب الدمار والفساد وعامل الضلال والشقاء الذي يعانيه المسلمون اليوم.