عدلت محكمة جدة عن حكم القتل بحق (س، ح)، والد الطفلة أريج المتهم بقتلها وقررت الحكم عليه بالسجن عشر سنوات، وذلك بعد أن خضع للجنة مكونة من أطباء نفسيين خرج من خلالها تقرير طبي يفيد بأنه فاقد الأهلية. واعترض محامي والدة الطفلة (المطلقة) على حكم اللجنة وستنظر هيئة التمييز في ملف القضية لتؤيد الحكم المعدل من عدمه. وكانت اللجنة القضائية المكونة من ثلاثة قضاة حكمت في 11 نوفمبر 2008 بالقتل تعزيرا على والد الطفلة “أريج”، وسجن زوجته (ليست أم أريج) خمس سنوات وجلدها ألف جلدة بسبب اتهامهما بقتل الطفلة ذات الأعوام التسعة والمشاركة في تعذيبها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، لتعاد القضية من هيئة التمييز إلى اللجنة القضائية بعد أن رفع والد الطفلة من خلال لائحة اعتراضية يفيد بأنه يعاني أمراضا نفسية. اللجنة القضائية بدورها أخضعت والد الطفلة أريج إلى دراسة نفسية على أيدي لجنة طبية خرجت بتقرير طبي يشير إلى أنه فاقد الأهلية لتحكم اللجنة القضائية على ضوء ذلك التقرير بسجنه عشر سنوات بدلا من الحكم السابق (القتل تعزيرا) وتأييد الحكم ضد زوجته بسجنها خمس سنوات وجلدها ألف جلدة؛ فطعن محامي والدة المجني عليها في الحكم لتعود القضية من جديد إلى هيئة التمييز في انتظار الحكم النهائي في تلك القضية المستمرة منذ ما يقارب العامين. وقال شقيق الزوجة في حديث ل“شمس”: “محامي شقيقتي قدم طعنا في الحكم الأخير كون الحكم جاء على خلفية تقرير طبي نقدح في صحته، فالمتهم كان يعلم بما يدور حوله قبل القبض عليه وبعدها وأثناء الجلسات القضائية، حيث كان يدافع عن نفسه ويؤكد أنه كان يحاول من ذلك تربية ابنته القتيلة”. ومن جهة أخرى أوضحت والدة الطفلة أريج أن الحكم الذي صدر بحق المتهمين لم يكن منصفا في حق ابنتها التي قتلت على أيديهم مؤكدة في الوقت نفسه عدم مصداقية ذلك التقرير الذي خرج من قبل اللجنة الطبية، والذي أشار إلى عدم أهلية والد الطفلة أريج. وقالت في تصريح ل “شمس”: “لدي تساؤلات عدة لتلك اللجنة الطبية وهي: لماذا المتهم لم يفقد أهليته على طفليه اللذين هما من زوجته الحالية والمتهمة في مشاركته في التعذيب وفقد أهليته على ابنتي أريج فقط”؟ وأضافت: “مجرد ما خرج الحكم بالقتل ضده ادعى أنه يعاني مرضا نفسيا كي يتهرب من تلك المحكومية؛ لذا أضع تلك التساؤلات كي أجد لها إجابات من قبل اللجنة الطبية وأعضاء هيئة التمييز الذين أنتظر منهم إنصافي وإعطاء حقي الشرعي من المتهمين من خلال حكمهم النهائي في قضية ابنتي”. وتعود أحداث قضية الطفلة “أريج” إلى ما يقارب عامين بعد أن تلقى الهلال الأحمر بلاغا عن وجود طفلة مقتولة، وبعد توجه الفرقة إلى الشقة ومعاينة جسد الطفلة اتضح وجود آثار تعذيب في جسم الطفلة المقتولة وادعى الأب أن ابنته أغلقت الباب على نفسها ووجدها فاقدة الوعي، ولكن وجود آثار التعذيب أثار الشكوك لدى المسعفين من الهلال الأحمر ليتم تبليغ الشرطة التي بدورها ألقت القبض على الأب وزوجته، وبالتحقيق معهما اعترفا بتعذيب الطفلة بالضرب والكي في أماكن حساسة من الجسم ومتفرقة إلى أن فارقت الحياة.