ما كادت المياه تنحسر عن حي الصواعد، حتى انتشرت فيه عشرات النساء من المقيمات غير الشرعيات اللواتي يجدن الدخل في جمع الخردة والمعادن والبلاستيك. وقبل كارثة السيول التي ضربت جدة كانت أولئك السيدات يجبن مواقع ردم النفايات وحاويات المستودعات والأحياء، ولكن مع توقف الحياة في عدد من الأحياء المنكوبة ومنها حي الصواعد، لم يعد البحث في مكاب النفايات التي جرفها السيل مجديا، كذلك لم تعد حاويات المخازن والمنازل تحوي شيئا لمغادرة ساكني الحي. وهنا بدأت المقيمات باقتحام المنازل المهجورة، والبحث عما لم تصبه الأمطار بأضرار من الأثاث والخردة، وتبدأ عمليات تمشيط المنازل المهجورة من قبل ساكنيها من الصباح الباكر كل يوم. وسهّلت أوضاع الفوضى التي يعيشها الحي بعد الكارثة عمل المقيمات؛ حيث تغطي تجمعات مخلفات السيول والسيارات والشاحنات المتضررة ما يدور داخل الحي، ما يمكن تلك المقيمات من الدخول والخروج من المنازل بسهولة. وقال عدد من سكان الحي العائدين لشمس، إن أعداد المقيمات تزداد يوما بعد آخر في حيهم، مشيرين إلى تخوفهم من الاستيلاء على أغراض منازلهم على أيديهن، خصوصا عندما يعتقدن أن البيت خالٍ من سكانه. وأكد عطا البلوشي من سكان الصواعد أنه تقدم مع ستة آخرين من سكان الحي بشكوى عاجلة إلى مركز الشرطة ووعدوهم بتوفير دوريات سرية لمراقبة المجهولات، وضبطهن مضيفا أنهم ينتظرون حلولا عاجلة وكفيلة بمعالجة الموضوع، مشيرا إلى أن وجودهن يثير الخوف لدى كل ساكن في الحي. وقال عبد العزيز الجهني إنه تفاجأ هو وأهالي الحي بازدياد مهول لأعداد المجهولات، مؤكدا أنهن يتواجدن قرب المنازل في وضح النهار ويهربن مع حلول الظلام إلى وجهة غير معلومة.