“آراء وأصداء” منبر للقراء يتناول مختلف القضايا والاهتمامات، وهي صفحة مفتوحة لكل صاحب فكر ورأي وموهبة للكتابة وإبداء الرأي فيما ينشر ويبث عبر وسائل الإعلام المختلفة.. ويمكن التواصل مع الصفحة عبر البريد الإلكتروني في حياتك اليومية تصادفك أنماط غريبة من البشر، ومصدر الغرابة يكمن في إصرار هؤلاء على الخروج من دائرة المألوف بتصرفاتهم وأفعالهم، ففي الوقت الذي تجد من يحاولون السير في خط مستقيم، نرى من يحيد عن هذا التوجه ويشطح بأفعاله بعيدا عن الأمر ليضع نفسه في دائرة منفردة تظل محل استغراب وتعجب الآخرين. ولا يقتصر الأمر هنا على تصرف معين أو سلوك محدد بذاته، بل هي تصرفات عدة تأخذ في منحاها أشكالا وألوانا، إلا أنها تصب في بوتقة واحدة شعارها (مخالفة المألوف). وبغض النظر عن المبررات والدوافع التي قد يتحجج بها هؤلاء لدحض الاتهامات الموجهة إليهم، ومحاولتهم إيجاد غطاء يخفون تحته شطحاتهم، إلا أنها تبقى محاولات يائسة للهروب من الواقع الذي وضعوا فيه أنفسهم. فعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد (المزورين والمرتشين والمجرمين والسارقين) وغير ذلك الكثير مما يصدر من أناس تلاشى الوازع الديني من أفئدتهم، وماتت ضمائرهم لتتحول النفس الخيِّرة بفطرتها نفسا شريرة تسعى لنفث سمومها وأحقادها على من حولها لمجرد إرضاء نزوات تتأجج في صدورهم. ويقيني أن ما من رادع لهؤلاء ولا كابح لجماح نزواتهم، إلا بالرجوع إلى الطريق المستقيم، والعودة إلى الإيمان الصحيح لتطهير أنفسهم من هذه المساوئ، وليكن كتاب الله سبحانه وتعالى وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم قبسا ونبراسا لنا في الحل والترحال، لتقنين تصرفاتنا وأفعالنا وسلوكياتنا وفق ما جاء فيهما من شرائع وتعاليم وأحكام ربانية، لتظل ضمائرنا حيَّة يقظة بعيدة عن الشيطان الذي لن يجد وقتها منفذا يسلكه لعقولنا وضمائرنا المحصنة بذكر الله وتعاليم دينه وسُنة نبيه عليه الصلاة والسلام.