أكد الشاعر الكويتي فلاح المورقي الذي شارك في حلقة مساء أمس في برنامج شاعر المليون أن التعصب القبلي شوه الوجه الحسن للشعر، مضيفا أن التعصب يجب أن يكون للنصوص الأدبية وما يقدمه الشاعر في ساحات المحاورة، واصفا الشعراء الذين انتهجوا هذا النهج ب»فقاعة الصابون”. وأوضح في حواره الأول بعد مشاركته في شاعر المليون ل»شمس” أن انطلاقته الفعلية في الساحة الشعبية دشن انطلاقها عقب مشاركته في برنامج شاعر المليون وإليكم الحوار التالي.. التعصب في جميع المجالات منبوذ وغير مستحب فما بالك في الشعر، وأعتقد أن التعصب يجب أن يكون إلى ما يقدم من شعر وقيمة بغض النظر عمن يكون الشاعر، وهناك نصوص شعرية اتفق المتابعون على جمالها، وتمتعها بالقوام الشعري المميز من خلال المفردات ذات العمق، فأنا لا أستحب التعصب القبلي في وجهي عملة الشعر النظم أو المحاورة التي أمارسهما. ولكن عرف عن ساحات المحاورة أنها في الوقت الحاضر تعتبر مستنقعا لإثارة الفتن بين أوساط جماهيرها؟ المحاورة اختلفت عن السابق من خلال متابعتي لما طرح من قبل، ولكن هذا لا يلغي أن ركنها الأساسي لا يزال بعض الشعراء يتمسكون به من خلال التمسك بالمعاني التي تناقش مواضيع اجتماعية أو سياسية أو حتى أمورا شخصية تحدث بين الشعراء أنفسهم، ولكن هناك شعراء اتجهوا إلى النهج القبلي، ولكن يبقون كفقاعة الصابون حتى وإن أصبحوا نجوما لعام أو عامين يغيب وجودهم ويتم نسيانهم من قبل المتابعين لهذا الفن، وهناك أمثلة كثيرة، ولكن العكس صحيح، فالمدارس أمثال مطلق الثبيتي، رحمه الله، وصياف الحربي تبقى في الأذهان، وهناك طلب من قبل المتابعين لهذا الفن على أسطوانات محاوراتهم حتى الآن. عرفت في الساحة الشعبية السعودية قبل الكويتية ما السبب في ذلك؟ بدايتي كانت في المحاورة من خلال المواقع الإلكترونية، وأنا لم أتجاوز الثالثة عشرة من عمري في “أستكلندا” حينما كنت مع عائلتي أثناء عمل والدي والتقيت شعراء مميزين أمثال الشاعر وصل العطياني واستفدت كثيرا من هذه التجربة، وبعد عودتي بعام في الكويت حضرت إلى إحدى حفلات الأصدقاء وكان شعراء معروفون حاضرين آنذاك، ولعبت معهم طارويق وأنا لم أتجاوز 14 عاما، وكانت هناك محاولات في تلك الفترة من خلال حضوري للحفلات لمقابلة أكثر من شاعر معروف أو مغمور لكسر رهبة مواجهة الجماهير الغفيرة التي تحرص على حضور هذه الاحتفالات، حتى بلغت من العمر 17 عاما، ثم توجهت إلى ميادين المحاورة في السعودية وذلك لقلة حفلات القلطة في الكويت، وكانت انطلاقتي في بداية الأمر لكسب الخبرة، ولكن أصبحت مصدر رزق ودخل حاليا، وأصبحت حفلاتي أخيرا مع كبار الشعراء وبمقابل مادي مجزٍ. ولكن المتتبع لساحة المحاورة يجد أن هناك تحزبات بين شعراء المحاورة وحروبا باردة تحاك بينهم ما صحة ذلك؟ يجب أن يعي الشاعر أن ما يقدمه هو لا يتعدى حدود الشعر، ولكن هذا الكلام أخذ أكبر من حجمه وأصبح يضخم إعلاميا بشكل مقزز، ولكن الاختلافات غالبا ما تكون بين الشعراء في الحفلات، وعلى الصعيد الشخصي تربطهم علاقات جيدة. ولكن لدي معلومات تؤكد أن مكاتب الشعراء أسهمت في خلق هذه الاختلافات؟ كثرة مكاتب الشعراء وتبعية الشعراء لهم من خلال تدوين جداول الشعراء والتنسيق في الحفلات دفع بعض القائمين عليها إلى تأجيج الشعراء بعضهم على بعض، ولكن في ظل وجود أناس ملتزمين ويحترمون الشعراء ويفقهون في الشعر أمثال محمد القصير الذي أسهم في بروز شعراء شباب وأصبحوا يقارعون تجارب الشعراء الذين سبقوهم وتشجيعه لهم أو حتى توجيههم التوجيه الصحيح أحدث موازنة في ساحات المحاورة. ولكن ما يقدم من شعر في هذه الحفلات هل يستحق المبالغ المالية المدفوعة التي تتجاوز في بعض الأحيان 100 ألف ريال؟ ليس جميع الحفلات بهذا السعر، وتتراوح الأسعار حسب المنطقة والحفلة، إضافة إلى أن هناك حفلات يحييها شعراء شباب تتدفق شعريا بعكس حفلات شعراء كبار قضوا من العمر عتيا في ساحات المحاورة. وكيف ترى مشاركتك الحالية في مسابقة شاعر المليون؟ المشاركة في برنامج جماهيري يخدم الشعر والشاعر وبرعاية كريمة من الشيخ محمد بن زايد، إضافة للشاعر ومسيرته الشعرية في ظل دعم أبو ظبي لشعرائها، ومشاركتي في البرنامج اعتبرها ظهوري الفعلي في الساحة. هل يؤرقك اختلاف المدارس النقدية الموجودة في البرنامج؟ بالعكس هذه إضافة للمشاركين، واختلاف المدارس النقدية لإثرائي أنا وزملائي المشاركين، ونجلس أمام لجنة قديرة، و(شاعر المليون) كسر جميع الاحتكارات التي كانت تحدثها بعض المجلات والقنوات الشعرية، وقدم نجوما يستحقون هذا الاحتفاء والتقدير. بعد مشاركتك الأولى في البرنامج كيف ترى ردود الفعل الأولى؟ أنا لم آتِ إلى شاطي الراحة إلا وأنا بكامل الرضى بما سأواجهه من قبل اللجنة الذين نستفيد من وجودهم، والحمد لله المشاركة كانت مرضية بالنسبة لي، وأتمنى أن تحظى بالرضا من قبل المتابعين، والاتصالات التي تردني منهم محفز حقيقي للظهور، وأشكر جميع من ساندني. ولكن هناك من يثير أن القائمين على البرنامج يتبعون أهواءهم دون النظر فيما يقدم الشاعر من نصوص للمشاركة؟ جميع الشعراء المشاركين خضعوا إلى اختبارات لقدرتهم الشعرية واثق من خلال التقائي زملائي أنهم جميعهم مؤهلون للتواجد على شاطئ الراحة، ومسألة التأهل من عدمه تعود إلى ظروف أخرى غير الشعر هي في يد المشارك وحده، وليس للجنة التحكيم أو القائمين على البرنامج علاقة بذلك، فهم منصفون ولا يستطيعون خلقها في الشاعر الموجود أمامهم. مصادر مقربة منك ذكرت أنك تكتب الأغنية خلف اسم مستعار ما صحة ذلك؟ صحيح ما ذكرته، وقدمت نصوصا غنائية لفنانين اختاروا منها ما يخدم ألبوماتهم، وأطلق علي الفنان فارس مهدي في أحد ألبوماته اسما لم أكن راضيا عنه، وكانت الأغنية التي تغنى بها فارس مهدي تحمل اسم “وراك تصد عني” في ألبومه الأخير، ولكن بعد مشاركتي في شاعر المليون سيكون هناك تعاونات فنية مع الفنانين باسمي الصريح بعد نجاح التجربة.