كشف الدكتور عبدالله العثمان مدير جامعة الملك سعود، عن استثمارات علمية بقيمة 150 مليون ريال على مدى ثلاث سنوات بالتعاون مع بنك الادخار والاستثمار، حيث أصبح للجامعة استثمارات قوية في القطاعات المختلفة، مشيرا إلى استقبال طلاب من جامعات أجنبية لأغراض بحثية. وأوضح أن الجامعة تحتوي على 400 كرسي بحث للطلاب والطالبات، تصرف عليها ميزانيات ضخمة، لافتا إلى حصولها على 15 براءة اختراع و200 بحث علمي. جاء ذلك خلال فعاليات منتدى إعلاميي الرياض الذي حضره حشد من الإعلاميين، أمس الأول، بمقر الجامعة، وتحدث فيه الدكتور العثمان بشفافية عن هموم الوسط الأكاديمي، وردّ بكل تلقائية على تساؤلات الصحافيين، وقد أضفى حضور العالم الفيزيائي الأمريكي جيمس وستون مكتشف الحمض النووي “ DNA ” للأمسية بعدا تجلت فيه المكانة التي أصبحت تتبوؤها السعودية مقصدا للعلماء والمخترعين. واعترف العثمان في حديثه بوجود بعض القصور، مشددا على ضرورة تعاون المجتمع مع برامجها العلمية والتنموية، وأضاف: “هناك نية لاختيار أعضاء هيئة التدريس المتميزين”، وقال: “هناك عمادة تطوير المهارات، وبرامج داخلية وخارجية لتطوير برامج الأساتذة، حيث يوجد لدينا 280 عضوا تم تدريبهم في دول غربية متطورة علميا”، مشددا على أنه لن يدخل أي أستاذ المهنة دون حصوله على رخصة مهنية، وبيّن في حديثه أن الجامعة استقطبت الكثير من العلماء الحائزين جائزة نوبل للانضمام للكادر التعليمي فيها، كما أنهم يهدفون لربط الجامعة بالمواضيع الخاصة بالمجتمع، حيث تتمحور البحوث حول قضايا المجتمع المهمة داخل الجامعة. وأشار العثمان إلى برنامج الأمير سلطان للمنح البعثية، وقال: إنه مخصص لاستقطاب الطلاب من الداخل والخارج، مبينا أن الجامعة بدأت في استقطاب الطلاب الأجانب خصوصا في المراحل العليا، مستدركا أن ذلك لم يكن على حساب الطلاب السعوديين، وأكد أن تركيز الجامعة ينصب على طلاب المرحلة الثانوية، مبررا أنهم الخدمة الأساسية والفئة المستهدفة. وأوضح العثمان في حديثه أن الجامعة تتلقى دعما من القطاع الخاص، وقال: “هناك دعوة للتواصل مع الجامعة في كل المجالات، حيث ارتبطنا ب90 توأمة مع جامعات عالمية”، وتابع: “الجامعة حصلت على برنامج اعتماد من أعرق الجامعات الأمريكية”. وأجاب العثمان في رد على سؤال عن أهمية السنة التحضيرية بالنسبة إلى الطلاب المستجدين، وعن دورها في العملية التعليمية، قائلا: “السنة التحضيرية مهمة للطلاب حديثي العهد بالجامعة لرفع كفاءتهم التعليمية، وهناك إجماع على أن المحصول المعرفي التخصصي متميز جدا، ولكن يوجد الخلل في المحصول المهاري مما حدا بنا إلى تطبيق برنامج السنة التحضيرية الذي تشرف عليه أرامكو ويخضع لمقاييس عالمية، ويهتم بعدة علوم أهمها اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، حيث تقوم شركات كبيرة منها “MKSL” التي تعد أكبر مركز تدريبي لعلوم الحاسب الآلي في الهند، وكذلك جامعة “كنت” الأمريكية التي تهتم بمجال مهارة الريادة في الأعمال، علما بأنه يتم تطبيق نظام الامتحانات المعيارية على الطلاب”، متابعا: “هناك 4500 غرفة في الجامعة، يشغل كل غرفة طالب واحد، وبعض الغرف شاغرة”. وتطرق العثمان لاثنتين من أهم المشكلات التي تواجه المجتمع في السعودية، وهما المياه ومرض السرطان، وعن دور الجامعة حيال حل هاتين المشكلتين، قال: “ قمنا بتخصيص أربعة كراسي بحثية للمياه، وهناك مركز متخصص في الجامعة لمعالجة مشكلة ندرة المياه، كما أن هناك أكثر من بحث يعد داخل الجامعة عن طريق معهد الملك عبدالله لتقنية النانو، وتملك الجامعة مركزا متميزا لعلاج سرطان الثدي، وتم توقيع عقد مع أكبر شركات المقاولات داخل البلد بقيمة 250 مليون ريال لإنشاء مركز للأورام”، مبينا أن تنقية المياه والغاز والبترول من أولويات جامعة الملك سعود. وفي رد على سؤال عن أهم أسباب نجاح جامعة الملك سعود، قال العثمان: إن الجامعة نجحت بالأسباب التالية: الدعم السخي من قيادتنا الرشيدة واهتمامها بالتعليم العالي خصوصا، والتعليم عموما، وكون الجامعة تعكس رؤية الوطن المستقبلية، ووضوح الرؤية لدى الجامعة. مشيرا إلى أن مشاريع الجامعة تتميز بعدة خصائص، أهمها: سرعة التنفيذ، وجودة العمل، وأقل الأسعار. وقال العثمان: “يجب أن نبتكر وظيفة جديدة لجامعة الملك سعود لا تقوم بها إلا الجامعات العريقة وذات الحجم الكبير، حيث إننا تجاوزنا مرحلة تخريج الطلاب إلى إنشاء جامعة عالمية”، داعيا الإعلاميين إلى زيارة الجامعة وإبداء آرائهم والتعاون معهم في سبل التطوير، وقال: “يجب أن يطرح الأصدقاء الإعلاميون سؤالا حول كيفية بناء ثقافة الإبداع والتميز”، مؤكدا أن الجامعة تهدف إلى رؤية وريادة عالمية، وتهدف كذلك إلى بناء الاقتصاد المعرفي، حيث تقوم بأدوار اجتماعية مهمة؛ إذ توجد بها مستشفيات عملاقة ومراكز بحث متقدمة. من جانبه، أعرب العالم الفيزيائي الأمريكي جيمس وستون، عن سعادته بزيارة السعودية، وحضوره هذه الأمسية الرائعة، على حد وصفه، معربا عن أمله في اكتشاف علاج لمرض السرطان قبل موته، وأبدى في الوقت ذاته أساه لمعاناة مرضى السرطان الذين فاق عددهم عشرات الملايين.