كثير تستخدم هالجملة المريحة للقلب والأعصاب لما يسألوك الناس: ليش ما عندك بيت للحين؟ أو: ليش ما تزوجت؟ أو: ليه ما اشتريت قطعة أرض؟ أو: ليه ما ترمم بيتك الكحيان من سنة جدي؟ وبدون ما يكون للسؤال خيارات تلاقيك على طول تجاوب: منين يا حسرة؟! لله در اللي اخترع هالكلمة.. قد ايش تعطيك مساحة تفش خلقك قبل ما تدق راسك بالحيط؛ لأن دق الراس بالحيط في هالزمن راح يكون كثير من كثر المصايب اللي كل يوم يطلع لك لستة جديدة منها، فلا تصير اهبل تدق راسك بالحيط على الطالعة والنازلة، قلي ليش؟ اقل لك عشان راسك تحتاجه وكمان الحيط تحتاجه؛ لأنك هالأيام ما تقدر تبني حيط مترين، ويمكن مع أسعار الحديد والأسمنت صار الحيط أغلى بكثير من راس البني آدم، موجة الغلاء الفاحش، الله يستر منها، ويخارجنا منها على خير، خلت المجتمع والكثير من أفراده على الحديدة.. وصار الأغلبية اجابتهم واحدة ما تتغير من قل الحيلة: منين يا حسرة؟ والحسرة -يكفيكم الشر- زي الجمرة اللي طالعة من بركان، تعمل جوا الصدر حروق من الدرجة ألفين، وحروق الحسرة اللي جوا الصدر ما تقدر تدخل يدك عشان تحط عليها مرهم، ما لك غير تفتح الشباك وتطلع رقبتك منه وتشفط هواء على قد ما تقدر وتخلطهم بدمعتين وتقول بأعلى صوتك: منين يا حسرة؟!